وبإسناده (١) إلى حمّاد بن عيسى قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ فقلت : لم يزل الله يعلم؟
قال : أنّى يكون يعلم ولا معلوم.
قال : قلت : فلم يزل الله يسمع؟
قال : أنّى يكون ذلك ولا مسموع.
قال : قلت : فلم يزل يبصر؟
قال : أنّى يكون ذلك ولا مبصر.
ثمّ قال : لم يزل الله عليما سميعا بصيرا ، ذات علّامة سميعة بصيرة.
وفي عيون الأخبار (٢) ، بإسناده إلى الرّضا ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يقول فيه : وقلنا : إنّه سميع ، لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثّرى من الذّرّة إلى أكبر منها في برّها وبحرها ، ولا تشتبه عليه لغاتها ، فقلنا عند ذلك : إنّه سميع ، لا بإذن ، وقلنا : إنّه بصير ، لا ببصر ، يرى (٣) أثر الذّرّة السّحماء (٤) في اللّيلة الظّلماء على الصّخرة السّوداء (٥) ، ويرى دبيب النّمل في اللّيلة الدّجية (٦) ويرى مضارّها ومنافعها وأثر سفادها (٧) وفراخها ونسلها ، فقلنا عند ذلك : إنّه بصير ، لا كبصر خلقه.
وبإسناده (٨) إلى الحسين بن خالد قال : سمعت الرّضا ـ عليه السّلام ـ يقول : لم يزل الله ـ عزّ وجلّ ـ عليما (٩) قادرا حيّا (١٠) قديما سميعا بصيرا.
فقلت له : يا ابن رسول الله ، إنّ أقواما (١١) يقولون : لم يزل الله عالما بعلم ، وقادرا بقدرة ، وحيّا بحياة [وقديما بقدم] (١٢) ، وسميعا بسمع ، وبصيرا ببصر.
فقال ـ عليه السّلام ـ : من قال ذلك ودان به ، فقد اتّخذ مع الله آلهة أخرى ،
__________________
(١) نفس المصدر / ١٣٩ ، ح ٢.
(٢) العيون ١ / ١٠٩ ، ح ٢٨.
(٣) المصدر : لأنّه يرى.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : السّمحاء. والسّحماء : السوداء.
(٥) المصدر : الصمّاء.
(٦) المصدر : «الدجنة». وهي بمعنى المظلمة أيضا.
(٧) أي : جماعها. وفي أ ، ب : سفارها.
(٨) نفس المصدر / ٩٧ ، ح ١٠.
(٩) المصدر : عالما.
(١٠) كذا في ب. وفي غيرها : جبّارا.
(١١) المصدر : قوما.
(١٢) من المصدر.