فقلت : جعلت فداك ، وما علمي بذلك وأنا معك؟
فقال : لا ، لم تفعل وأوشك.
قال : فسرنا ، فقال : قد فعلت.
قلت : هذا المكان الأحمر؟
قال : ليس يصلّى هاهنا ، هذه أودية النّمال وليس يصلّى.
قال : فمضينا إلى أرض بيضاء ، قال : هذه سبخة وليس يصلّى بالسّباخ.
قال : فمضينا إلى أرض حصباء ، فقال : هاهنا.
فنزل ونزلت ، فقال : يا ابن عطاء ، أتيت بالعراق فرأيت القوم يصلّون بين تلك السواري في مسجد الكوفة؟
قال : قلت : نعم.
قال : أولئك (١) شيعة أبي ، عليّ ، هذه صلاة الأوّابين ، إنّ الله يقول : (فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً).
عن أبي بصير (٢) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول في قوله : (فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً) قال : هم التّوّابون المتعبّدون.
عن أبي بصير (٣) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : يا أبا محمّد ، عليكم بالورع والاجتهاد وأداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الصحبة لمن صحبكم وطول السّجود ، وكان ذلك من سنن الأوّابين. قال أبو بصير : «الأوّابون» التّوّابون.
عن هشام بن سالم (٤) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : من صلّى أربع ركعات [فقرأ] (٥) في كلّ ركعة خمسين مرة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) كانت صلاة فاطمة ـ صلوات الله عليها ـ وهي صلاة الأوّابين.
عن محمّد بن حفص (٦) [بن عمر] (٧) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : كانت صلاة الأوّابين خمسين صلاة ، كلّها بقل هو الله أحد.
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : هؤلاء.
(٢) نفس المصدر ، ح ٤٢.
(٣) نفس المصدر ، ح ٤٣.
(٤) نفس المصدر ، ح ٤٤.
(٥) من المصدر مع المعقوفتين.
(٦) نفس المصدر / ٢٨٧ ، ح ٤٥.
(٧) من المصدر.