خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم هذا البيت عارفا بحقّنا يهوانا قلبه ، كما قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) ولم يعن : البيت ، فيقول : إليه. فنحن والله دعوة إبراهيم ـ عليه السّلام ـ ممّن هوانا قلبه قبلت حجّته وإلّا فلا ، يا قتادة ، فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنّم يوم القيامة.
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي كتاب الاحتجاج (١) للطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ : خطبة لأمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ وفيها : والأفئدة من النّاس تهوي إلينا ، وذلك دعوة إبراهيم ـ عليه السّلام ـ [حيث] (٢) قال : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ).
وفي تفسير العيّاشي (٣) : عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) : أما إنّه لم يعن : النّاس كلّهم. أنتم أولئك ونظراؤكم ، و (٤) إنّما مثلكم في النّاس مثل الشّعرة البيضاء في الثّور الأسود (٥) ، أو مثل الشّعرة السّوداء في الثّور الأبيض.
عن ثعلبة بن ميمون (٦) ، عن ميسر ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ أبانا إبراهيم كان ممّا اشترط على ربّه ، فقال : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ).
[وفي رواية أخرى (٧) : عنه ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ أبانا إبراهيم ـ صلوات الله عليه ـ كان فيما اشترط على ربّه أن قال : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)] (٨) أما إنّه لم يعن (٩) : النّاس كلّهم. أنتم أولئك ، رحمكم الله (١٠) ، ونظراؤكم ، إنّما مثلكم في النّاس مثل الشّعرة البيضاء في الثّور الأسود ، أو الشّعرة السّوداء في الثّور الأبيض.
وفي عوالي اللّئالي (١١) : وقال الصّادق ـ عليه السّلام ـ في تفسير قوله ـ تعالى ـ : (وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ) : هو ثمرات القلوب.
__________________
(١) الإحتجاج ١ / ١٦٠.
(٢) من المصدر.
(٣) تفسير العياشي ٢ / ٢٣٣ ، ح ٣٩.
(٤) ليس في المصدر.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : السّوداء.
(٦) تفسير العياشي ٢ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ، ح ٤٠.
(٧) نفس المصدر والموضع ، ح ٤١.
(٨) ليس في أ ، ب.
(٩) المصدر : لم يقل.
(١٠) كذا في المصدر. وفي النسخ : رجحكم الله.
(١١) العوالي ٢ / ٩٨ ، ح ٢٥٧.