السّلام ـ ورجل يقول : قد بنيت (١) دار صالح ودار عيسى (٢) بن عليّ. ذكر دور العبّاسيّين ، فقال رجل : أراناها الله خرابا ، أو خرّ بها بأيدينا.
فقال له أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : لا تقل هكذا ، بل تكون (٣) مساكن القائم وأصحابه. أما سمعت الله يقول : (وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ).
عن جميل بن درّاج (٤) قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ) وإن كان مكر بني عبّاس (٥) بالقائم لتزول منه قلوب الرّجال.
عن الحارث (٦) ، عن عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ نمرود أراد أن ينظر (٧) إلى ملك السّماء ، فأخذ نسورا أربعة فربّاهنّ حتّى كنّ نشاطا (٨) ، وجعل تابوتا من خشب وأدخل فيه رجلا ، ثمّ شدّ قوائم النّسور بقوائم التّابوت ، ثمّ أطارهنّ (٩) ، ثمّ جعل في وسط التّابوت عمودا وجعل في رأس العمود لحما ، فلمّا رأى النّسور اللّحم طرن وطرن بالتّابوت والرّجل ، فارتفعن إلى السّماء ، فمكث ما شاء الله. ثمّ إنّ الرّجل أخرج من التّابوت رأسه فنظر [إلى السّماء] (١٠) فإذا هي على حالها ، ونظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى [الجبال إلّا كالذّرّ ثمّ مكث ساعة فنظر إلى السماء فإذا هي على حالها ونظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى إلّا الماء ثمّ مكث ساعة فنظر إلى السماء فإذا هي على حالها ونظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى] (١١) شيئا ، فلمّا يرى سفل العمود وطلب النّسور اللّحم ، وسمعت (١٢) الجبال هدّة النّسور فخافت من أمر السّماء ، وهو قول الله : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ).
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١٣) : ثمّ قال : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ) قال : مكر بني فلان.
__________________
(١) المصدر : ثبت.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : «وداود وعيسى».
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : تكن.
(٤) تفسير العياشي ٢ / ٢٣٥.
(٥) المصدر : «مكروا العباس» بدل «مكر بني عبّاس».
(٦) تفسير العياشي ٢ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦ ، ح ٥١.
(٧) المصدر : ينشر.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : شاكم.
(٩) كذا في المصدر. وفي النسخ : صراهن.
(١٠ و ١١) من المصدر.
(١٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : وسعت.
(١٣) تفسير القمّي ١ / ٣٧٢.