للعمل إذا لم ينشأ عن إيمان.
دال ـ جاء في الآية ٥٤ من سورة التوبة :
(وَمَا مَنَعَهُم أنْ تُقْبَلَ نَفَقَاتُهُمْ إلّا أنَّهُمْ كَفَرُوا باللهِ ورَسُولِهِ ولا يأتُونَ الصَّلاةَ إلّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إلّا وَهُمْ كَارِهُونَ)
إنَّ هذه الآية كذلك تعتبر الإيمان شرط قبول العمل. وعليه ، فإنّ الآية المذكورة وآيات وروايات كثيرة اخرى عدّت الإيمان شرطاً لصحة العمل وكماله ، كما أنَّ بعض الآيات والروايات اعتبرت الولاية بنفس المستوى ومنحت الاعتقاد بها نفس القيمة التي منحتها هذه الآيات لمبدأ الايمان بالله.
لماذا الإيمان والولاية شرطان لصحة العمل؟
بعبارة أُخرى : لماذا لم يفتح الله لاعمال الكفار الصالحة أو الطالحة حساباً مستقلاً ، بأن يحاسب الكافر على أعماله الطالحة بمعزلٍ عن حسابه لأعماله الصالحة؟
الجواب : لقد جاء جواب هذا السؤال في الآيات والروايات التي عدّت الولاية والإيمان شرطين لصحة الأعمال.
جاء في رواية تقدمت أنَّ الإمام عليهالسلام يقول : «ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه» ، أي أنَّ للأعمال الصالحة شروطاً ومقدمات وملابسات يحدّدها الإمام المعصوم نفسه وإذا لم تتم بتنسيقٍ معه فانها قد تكون ناشئة عن هوى وهوس وتصبّ في غير مجالها.
إنّ غير المؤمنين عند ما يؤدون أعمالاً صالحة مثل المرضى الذين يداوون أنفسهم بعقاقير خاصة من دون مراجعة طبيب ، ومعالجة من هذا القبيل قد تلحق بالإنسان أضراراً كثيرة تصل إلى الموت أحياناً.
إنّ الرسول صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام هم أطباء روحيون ، ولأجل أن يداوي إنسان أوجاعه ، عليه بالعمل حسب وصفتهم لا وصفة غيرهم.
من هنا يقسم الإمام علي عليهالسلام ـ في كلام جميل يخاطب به كميل بن زياد ـ الناس إلى ثلاثة أصناف :