يهدي إلَّا من توفّرت فيه هذه الأرضية ، وهدايته لا تشمل من اتَّخذ العناد واللجاجة كمنهج له وظلم نفسه.
خطابات الآية
١ ـ المثل عام
معنى العبارة : (حُمِّلوا ... ثُمَّ لَمْ يَحْمِلوا) هو أن الله منح اليهود نعمة كبرى دون أن يريدوها ، والنعمة هي التوراة ، لكنَّهم لم يفيدوا منها. وهذا أمر لا يختص باليهود ، بل تشمل كل انسان وكل نعمة منحها الله للانسان ولم يفد منها شيئاً.
العقل من النعم التي لا بديل لها وقد منحها الله الانسان دون إرادة منه ، لكن كثيراً من الناس لم يستفد من هذه النعمة بنحوٍ صحيح ومناسب.
السلامة نعمة كبرى مجهولة (١) ، منحها الله للانسان دون إرادة واختيار منه ، لكن يا تُرى هل نفيد منها بنحو صحيح ومناسب ، أم أنها من مصاديق (حُمِّلوا ... لَمْ يَحْمِلوا؟)
يا ترى هل استفدنا من المعارف الدينية والقرآن وسنة الرسول والائمة وأقوال العلماء والمراجع ، التي هي نِعَم كثيرة منحها الله إيَّانا دون إرادة منا ، لغرض هداية أنفسنا والمجتمع؟
٢ ـ لماذا الحمار؟
الحيوانات التي تستخدم للحمل كثيرة ، لكن لماذا الله مثَّل العلماء غير العاملين واليهود المتعصّبين بالحمار دون غيره من الحيوانات؟
الجواب : يبدو أن ذلك لاشتهار الحمار بالحماقة والجهل ، ولهذا يُضرب به المثل في حق الأحمق من الناس. ويكفي في حماقة هذا الحيوان أنَّه لو امر بالعبور من طريق وعر ومفعم بالأخطار عشر مرَّات لفعل ذلك دون أن يحاول تغييره.
__________________
(١) كما ورد ذلك في رواية للامام الرضا عليهالسلام حيث قال : «الصحة والأمان نعمتان مجهولتان لا يعرفهما إلَّا مَن فقدهما» ، مسند الرضا : ١٢٠.