جيم : المراد منها صلاة الليل (١) ، فهي صلاة تحضى بأهمية كبيرة ، وكل ما قلنا فيها كان قليلاً ، يقول الله في هذا المجال :
(وَمِنَ اللّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نَافِلةً لَكَ عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ ربُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) (٢).
بلوغ المقام المحمود غير ميسَّر حتى للرسول صلىاللهعليهوآله إلَّا من خلال صلاة الليل. بالطبع لا ينبغي للانسان أن يأتي بجميع آداب ومستحبات صلاة الليل وبخاصة بالنسبة إلى أولئك الذين قصدوا تواً نيل هذه السعادة العظمى بل يكفيهم الاتيان بأحد عشرة ركعة بنحوها العادي والمألوف ، رغم أن الذي يأتي بباقي آدابها ومستحباتها سينال قسطاً أوفر من الثواب عند الله قطعاً.
أتمنى التوفيق للقيام بهذه العبادة الكبرى لكي يتسنَّى لنا الإحساس بلذة بلوغ المقام المحمود تدريجياً.
دال : فسَّر بعض المفسِّرين الباقيات الصالحات بالبنات اللاتي يتم تربيتهنَّ بالآداب الاسلامية ليصبحن امهات نموذجيات (٣) ؛ لأنَّهن منشأ أمل لوالديهن في عالم الآخرة.
هاء : نقرأ في رواية وردت عن الامام الصادق عليهالسلام أن حبَّ أهل البيت وولايتهم من مصاديق الباقيات الصالحات (٤).
هذه خمسة تفاسير مختلفة للباقيات الصالحات ، لكن تقدَّم منا أنَّ هذه التفاسير رغم تضادها الظاهري غير متضادة ولا متنافية في الواقع ، ويمكن شمول الباقيات الصالحات لها جميعاً من خلال القول بأن كلاً من التفاسير التي ذكرناها والتفاسير التي لم نذكرها (٥) بمثابة المصاديق للباقيات الصالحات (٦) ، فإنَّ لهذا العنوان مصاديق متعدّدة ومختلفة.
__________________
(١) انظر البيان في تفسير القرآن ٧ : ٥٢.
(٢) الاسراء : ٧٩.
(٣) انظر مجمع البيان ٥ : ٤٧٤.
(٤) انظر الأمثل ٩ : ٢٥٣.
(٥) راجع مجمع البيان ٦ : ٤٧٣ و ٤٧٤.
(٦) كما يرى ذلك المرحوم الطبرسي في مجمع البيان في العنوان المتقدِّم والعلامة الطباطبائي في الميزان ١٣ : ٣١٥.