وبتعبير آخر : هل أن أعمال الكفار غير مثمرة في الدنيا والآخرة معاً؟
الجواب : نعتقد أن الآية تشير إلى دنيا الكفار وإلى آخرتهم ، فأعمالهم في الدنيا كذلك سراب لا أكثر.
الانسان المعاصر تورَّط بأنواع مختلفة من السراب الذي يسعى حثيثاً نحوه ثمّ يجده لا شيء ، ومن ذلك الحرية الغربية.
إذا نظرنا إلى العالم الغربي من بعيد نرى الحرية الجميلة تتلألأ فيه وتجتذب الانسان نحوها ، لكنَّا عند ما ندخل في المجتمعات الغربية لا نجد أثراً للحرية الحقيقية ، بل نجد الغربيين اسرى لُامور مختلفة من قبيل الأهواء والموضات والمخدرات ومختلف الأمراض الجنسية والتمييز العنصري وما شابه ذلك.
الإدمان جعل من الانسان موجوداً لا ابالياً تجاه الدين والشرف والناموس. كما أن الموضات والأزياء لا تنسجم مع العقل السليم ؛ لأن ترك لبس الحذاء أو الملابس بذريعة سقوط موضته يُعدُّ نوع إسراف مذموم. أما الأهواء فقد سيطرت على الانسان كالأخطبوط الذي يسيطر على فريسته ، وقد سلب من الانسان كل نشاطاته العقلائية.
نعم ، الحرية الغربية سراب لا أكثر ، فهي ذات ظاهر جذاب وباطن أجوف ، كما هو حال حياة الانسان غير المؤمن ، فهي حياة سرابية من جميع الجهات ، فقد نراها حياة مرفّهة وسعيدة من بعيد ، لكن واقعها من قريب غريق الهموم والأمراض ، بحيث نصيبه عند الغداء أو العشاء قرص صغير من الخبز لا أكثر!
كتبت احدى الصحف أنَّ في أمريكا غابة تدعى غابة انتحار الأثرياء ، يقصدها الأثرياء بعد مللهم من سراب الحياة فيقدمون على الانتحار.
أليست هذه الحياة سراباً؟ فهي من بعيد قصر فخم وحياة مرفّهة وسيارة فاخرة وعمل مفضَّل وامكانيات وافرة ومعمل وأسهم و... أمَّا من قريب فمرض واضطراب ويأس وفراغ وما شابه ، إذن حياة الكفار سراب لا أكثر.
يقول الله تعالى في الآية السابعة من سورة الروم : (يَعْلَمُونَ ظَاهِرَاً مِنَ الحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُون)