تصدر عنها بدافع غريزي ، وهذا هو شأن الكفار ، فلا شعور لهم ، لذلك لا يدركون شمس الحقيقة؟
باء : الحيوانات لا تشعر بالمسؤولية ، فهي لا تدرك كون المزرعة ليتيمٍ أو موقوفة وأن الدخول إليها حلال أم حرام ، فهي لا ترى نفسها مسؤولة تجاه هذه الامور ؛ لأنَّها لا تدرك ، أي أن عدم إحساسها بالمسؤولية ينشأ عن عدم إدراكها ، وعدم احساس الكفار بالمسؤولية من هذا القبيل ، فهو ناشئ عن عدم إدراكهم.
جيم : الحيوانات تابعة لغرائزها ، فهي لا تعرف غير العلف والاصطبل ، وكذا حال المشركين ، فهم لا يعرفون غير أهوائهم وما تمليه عليهم.
دال : الحيوانات غير تابعة للمنطق ، ولا ترى معنى للاستدلال ، وكذلك الكفار ، فهم عاجزون عن إدراك استدلالات القرآن القوية رغم بساطتها ، والتي وردت في مجالات مختلفة مثل التوحيد والمعاد ، ويصرّون دائماً على كلماتهم التي يرددونها دائماً.
هاء : لا تشخّص الحيوانات المصالح والمفاسد ، ولا تعلم بما يصلحها أو يفسدها ، ولهذا قد تجازف أو تقرب من المخاطر وهي لا تعلم ما قد أقدمت عليه ، كما هو حال الكفار الذين لا يعلمون بأنَّ عبادة الأصنام واتّباع الأهواء لا يجلب لهم نفعاً ولا فائدة ، كما لا يعلمون أن السعادة والنجاح يتحقق في ظلِّ التوحيد.
هذه وجوه خمسة يشترك فيها الكفار مع الحيوانات ، ولهذا شُبِّهوا بها في الآية الكريمة.
(بَلْ هُمْ أضَلُّ سَبِيلاً)
مقارنة الحيوانات بالمشركين تثبت تفوّق الحيوانات على المشركين ، وكون الأخيرين أسوأ حالاً من الحيوانات ، للُامور التالية :
الأول : الحيوان حيوان كان ويكون وسيبقى كذلك ، وهذا هو شأنه ولا يمكنه أن يتجاوز حيوانيته ؛ لعدم قابليته على التطوّر والتقدُّم ، أمَّا الانسان فله القابلية على التطوّر ليكون حتى أفضل من الملائكة ، لكنه قد يبقى في مرحلة الحيوانية بسبب تماديه في العناد وتعصبه ، ممَّا يجعله أن يكون دون مستوى الحيوانات.
لا يُلام الشخص على عدم انتفاعه من السوق إذا دخله دون أن يكون له رأس مال ، بينما