تتغذّى على اللحوم. بعض الحشرات تقع في الشبكة وهي طائرة ، فيهمُّ بسرعة على لفِّها بخيوطه لتصبح سجينته حتى الموت فيأكلها عندئذٍ.
لهذه الخيوط خصائص فريدة نشير إلى بعضٍ منها :
الاولى : أكثر استحكاماً من الفولاذ ، فإذا صنعنا خيوطاً من الفولاذ بنفس مقاسات خيوط العنكبوت كانت خيوط العنكبوت أكثر استحكاماً ، وإذا صنعنا أنابيب من سائل العنكبوت بحجم قطر انابيب الفولاذ كانت أنابيب سائل العنكبوت أقوى وأكثر استحكاماً بمرات.
الثانية : ينسج العنكبوت من السائل الموجود في حفرة بطنه ما يقرب من ٥٠٠ خيطاً أو وتراً ، وهذا أمر عجيب حقاً.
الثالثة : الأعجب من ذلك كله أن بعض الخيوط تشكّلت من أربعة خيوط أقل سمكاً ، كلُّ منها يتشكل من ألف خيط.
ألم يكن ذلك من آيات الله؟ (وَكَأيِّن مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالأرْض يَمرُّونَ عَلَيْهَا وهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) (١).
الرابعة : هندسة العنكبوت مما تثير الإعجاب ، فهذا الحيوان الضعيف ينسج بيته على غرار أشعة الشمس بنحو مساوي ومنتظم ، مراعياً في ذلك الفواصل والزوايا بدقة فائقة.
خلاصة الكلام ، أن الله تعالى أعمل دقة ونظاماً في غاية الدقة عند خلقه هذه الحشرة التي تبدو ضعيفة.
كلٌّ من العجائب تكفي لمعرفة الله تعالى ، مع أن الكون مفعم بهذه العجائب والآيات ، ولا مسألة غير التوحيد تتمتع بهذا المقدار من البراهين والأدلة ، فلها مليارات من البراهين ، فكلٌّ من النجوم والكواكب وحتى الحيوانات وأوراق الاشجار والبشر كلها أدلة على الله تعالى ، فهو ليس بالأمر الخفي.
سؤال : إذا كان وجود الله تعالى بهذه الدرجة من الوضوح فلما ذا ينكره الماديون؟
__________________
(١) يوسف : ١٠٥.