ألف عبد من كد يده (١). كما أن الامام الحسن عليهالسلام حرَّر إحدى جواريه بداعي أنَّها أهدت له زهرة (٢).
المرحلة الثانية : الحدّ من مصادر التعبيد ، فالإسلام منع ترقيق الانسان بسبب ديونه أو سرقته ، كما منع بيع الأحرار على من غصبهم ، كما نهى بشدّة عن بيع الأولاد من قبل والديهم بسبب الفقر.
المرحلة الثالثة : اتخاذ الإجراءات العملية لتحرير العبيد ، فقد نفّذ الاسلام إجراءات عملية كثيرة في هذا المجال ، من قبيل فتح مجال لهذا الأمر في باب الزكاة ، وجعل كفارة بعض الذنوب تحرير رقبة ، كما منع بيع الجارية ذات الولد من مولاها ، لكي تتحرَّر من إرث ابنها بعد وفاة مولاها ، كما سمح للعبيد الاستئذان من المولى للعمل ولتهيئة المبلغ الكفيل لشراء النفس وتحريرها من مولاها.
سؤال : لماذا لم يحرِّر الاسلام العبيد دفعة واحدة ، ولم يعلن حريتهم في وقت واحد؟
الجواب : لم يكن ذلك لصالح العبيد ؛ لأنهم كانوا قد قدموا الحجاز من بلاد بعيدة ، ولم يكن لهم في الحجاز أحد ، كما لم يكن لهم ثروة ، ولو تركوا أحراراً آنذاك لانسابوا في الشوارع والأزقة ، ولشكّلوا كارثة ، ولمات بعضهم من الجوع ، أمَّا لو تحرّروا بنحو تدريجي لاستقطبهم المجتمع دون مشكلة.
الثالث : غيَّر الاسلام مفهوم العبودية ، ونهى عن قتل العبيد وتعذيبهم وإيذاءهم ، واعتبرهم كباقي الناس ، ومنحهم نفس الشخصية التي يتمتّع بها باقي البشر ، ولهذا كان الامام علي عليهالسلام يشتري ثوبين ويعطي واحداً منهما لقنبر غَلامه ، وفي رواية أنه اشترى ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم والآخر بدرهمين وطلب من قنبر أن يأخذ الذي بثلاثة دراهم (٣).
وبهذا لا يبقى العبد عبداً بل يصبح سيداً ، بل أكثر من ذلك حيث سمح الاسلام للعبد أن يصبح إمام جماعة وقاضياً وآمراً عسكرياً.
__________________
(١) وسائل الشيعة ج ١٦ ، أبواب العتق ، الباب ١ ، الحديث ٦.
(٢) مسند الامام المجتبى عليهالسلام : ٧٠٢.
(٣) بحار الأنوار ٤٠ : ٣٢٤.