بطلقة رصاص ويقتلونها مع طفلها تقمّصوا ثوب الانسانية وليسوا بأناس ، وعلينا الوقوف أمامهم ؛ لأنهم لا يفهمون غير العنف ، والعدالة عينها في الدفاع والمقاومة ، وهو أمر منسجم مع الطبيعة ، وذلك من قبيل كريات الدم البيضاء التي تفزع للمواجهة بمجرد احساسها بالخطر وشعورها بدخول عدو أجنبي ، أي الميكروبات.
إذن ، أول صفة لأنصار الرسول هو مواجهة الأعداد بشدّة والوقوف باستحكام أمامهم.
(رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)
الصفة الثانية للمسلمين الحقيقيين هي اللين والرحمة فيما بينهم بنفس نسبة الشدة التي يتمتعون بها لمواجهة الأعداء ، فهم شديدون مع الأعداء ومتراحمون فيما بينهم ، أي يتمتعون بجذابية تجاه بعضهم الآخر ودافعة تجاه الأعداء والكفار ، والمسلم الحقيقي هو الذي تجتمع فيه صفة القهر واللطف.
لو لم يكن المجاهدون الشيعة في جنوب لبنان انعكاساً ل (أشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّار رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) لاستطاعت اسرائيل الزحف من لبنان إلى باقي الدول المجاورة لها ؛ لأن اسرائيل ذئب ، والذئب لا يفهم شيئاً غير العنف ، فقد لمع هؤلاء الشباب وفعلوا فعلتهم ، وكما قال فيهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله : إنّهم فعلوا ما لم تفعله جيوش الدول العربية جميعها.
(تَراهُمْ رُكّعاً سُجَّداً)
الصفة الثالثة للمسلمين الحقيقيين هي علاقتهم المتواصلة مع الله ، فيركعون ويسجدون لله دائماً.
وهذه العبارة تعني أن أعمالهم جميعها من الركوع والسجود والاستراحة والترفيه والحب والبغض وكل سلوكهم عبارة عن عبادة ؛ لأنها تصدر عنهم بنية القربة وإرضاءً لله تعالى ، ويستلهمون قدرتهم وقوتهم من خلال هذه العبادة ، فيبدون أشداء أمام أعداءهم ولينين ورحماء فيما بينهم.
(يَبتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ ورِضْوَاناً)
صفتهم الاخرى هي خلوص نيتهم تبعاً لرسولهم صلىاللهعليهوآله ، فلا يبتغون ولا يطلبون شيئاً من خلال أعمالهم غير رضا الله والفضل من قبله تعالى ، ولا نجد في أعمالهم الرياء والتظاهر.