تعرَّض القرآن في الآيات ٦ ـ ٨ من سورة (ق) إلى مسائل التوحيد قائلاً فيها :
(أفَلَمْ يَنْظُرُوا إلى السَّمَاءِ فَوْقهُمْ كَيْفَ بَنيْنَاهَا وَزَيَّناهَا وَمَا لَهُمْ مِنْ فُرُوج)
سؤال : يظنُّ البعض أنَّ السَّماء ليست سقفاً لكي نتصوّر فيه الثقب أو التزلزل ، وما نراه شيء يشبه السقف لا سقفاً حقيقياً ، ويبدو أن كلام القرآن هنا غير منسجم مع الاكتشافات العلمية.
الجواب : من معاني السماء هو غلاف الكرة الأرضية ، أي الجو الذي أحاط بالكرة الأرضية ولا ثقب فيه ، وهو رغم ظرافته يعد أكثر استحكاماً من السقف المصنوع من الفولاذ السميك جداً ، فهو يصد الشهب رغم عظمتها ، وخطرها على الأرض كبير جداً ، بحيث إذا سقطت على الأرض أمكنها تدمير منازل كثيرة ومزارع واسعة ومعامل وما شابه ، لكن الله حفظ الأرض وسكنتها من خلال هذا الغلاف الذي يحرق الشهب عند ما تصطدم به ، لتتبدل إلى رماد.
هذا مضافاً إلى أن الغلاف يمنع من دخول بعض الأشعة المضرّة إلى الكرة الأرضية ، ولو سمح لهذه الاشعة بالدخول لعرَّضت حياة الانسان إلى الخطر.
إنَّ هذا الغلاف بمثابة المصفاة الذي يصفي الأشعة التي تصدر من الشمس ليصل المفيد منها إلى الأرض وينعكس غير المفيد إلى خارج الجو.
لو كان في هذا الغلاف ثقوب لتسنَّى للشهب وكذا الأشعة المضرّة الدخول إلى الأرض ، ولعرَّضت حياة الانسان إلى خطر جدّي. ألا يفكر الانسان الجاحد بهذه الآيات لكي يدرك عظمة خالقه؟
(وَالأرْضَ مَدَدْنَاها وألْقَيْنَا فِيها رَوَاسِيَ وأنْبَتْنا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (١).
كان سطح الأرض يعمّه الماء ، وظهرت اليابسة تدريجياً ، ولهذا يُعدُّ ظهور اليابسة من آيات الله العظمى ومن معالم التوحيد.
جبال الأرض بمثابة الأوتاد (الرواسي) التي تصدُّ الإعصارات الشديدة ، وتمنع من حصول
__________________
(١) ق : ٧.