كذلك كما لا يخفى ، وكذا فيما كان مترتباً على نفس عدمه في زمان الآخر واقعاً وإن كان على يقين منه في آن قبل زمان اليقين بحدوث أحدهما
______________________________________________________
للعدم في زمان الآخر غير ظاهر (وثانياً) بان اختلاف السلب المحصل والإيجاب المعدول في المفهوم لا يوجب الفرق فيما نحن فيه ، وكون الإيجاب يتوقف على وجود الموضوع ممنوع بل المعتبر وجود الموضوع في ظرف الاتصاف فان كان ظرف الاتصاف بالوجود أو العدم الخارج وجب وجود الموضوع فيه ، وان كان ظرفه الذهن وجب وجود الموضوع فيه ولو كان ظرف الاتصاف نفس الواقع بناء عليه كان اللازم ثبوته فيه أيضا ، ضرورة صدق قولنا : شريك البارئ ممتنع وقولنا : الوجود والعدم نقيضان ، ونحوهما من القضايا الإيجابية التي تكون موضوعاتها ممتنعة في الخارج. على ان الفرق بين الساب المحصل والإيجاب المعدول انما هو بمحض الاعتبار إذ هما متلازمان بحيث كلما صدق قولنا : زيد ليس بقائم صدق قولنا : زيد لا قائم ، فمهما كان الأول له حالة سابقة كان الثاني كذلك ، غاية الأمر أن النسبة السلبية تلحظ في الأول بمعناها الحرفي ، وفي الثاني بمعناها الاسمي ، فتأمل جيداً وقد تقدم في مبحث العدم الأزلي في العموم والخصوص ماله دخل في المقام فراجع وتأمل والله سبحانه هو الهادي. ثم انه يحتمل بعيداً ان يكون المراد من العبارة في القسم الأول ما يكون العدم ملحوظاً بنحو مفاد كان الناقصة بحيث يكون الأثر الشرعي ثابتاً لكون عدمه في زمان الآخر في قبال القسم الثاني الملحوظ فيه العدم بنحو مفاد كان التامة أعني مجرد العدم في زمان الآخر ، لكن عليه لا مانع من استصحاب عدم كون عدمه في زمان الآخر لليقين بعدم كون عدم أحد الحادثين في زمان الآخر والشك في بقائه فيستصحب (١) (قوله : وكذا فيما) شروع في حكم القسم الثاني وانه ليس بمورد للاستصحاب وصورة الاستصحاب فيما لو كان الأثر الشرعي مرتباً على عدم موت الأب في زمان موت الابن مثلا أن يقال : كان عدم موت الأب متيقناً فيحكم ببقائه إلى زمان موت الابن فيثبت عدم أحدهما في زمان الآخر (٢) (قوله : في آن قبل) وهو