إلى جسر الصراط ، والشاهد على هذا التفسير حديث ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام حيث قال في تفسير الآية المذكورة : «أما تسمع الرجل يقول : وردنا ماء بني فلان ، فهو الورود ولم يدخله» (١).
وأوضح من هذا التعبير ماورد في حديث قصير نقله القرطبي في تفسيره وهو مرويّ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : «الورود الممر على الصراط» (٢).
وهناك تفسير آخر يرجحه أغلب المفسرين : وهو أنّ البر والفاجر يدخلان جهنّم فتكون برداً وسلاماً على المؤمنين وعذاباً لازماً على الكافرين والمجرمين ، كما أصبحت النّار برداً وسلاماً على إبراهيم عليهالسلام ، فالنار لا تحرق أجسام المؤمنين بسبب عدم سنخية هذه الأجسام مع النّار فيكون حكم أجسامهم كحكم المواد التي تخمد النيران في حين أنّ سنخية الكفّار تتلائم مع النّار ، كمثل المواد المساعدة على الاحتراق.
والدليل على هذا الكلام رواية نقلت عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضى الله عنه إذ سئل عن هذه الآية فقال : سمعت رسول الله يقول : «الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلّادخلا فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً حتى أنّ للناس ضجيجاً من بردها» (٣).
وإذا رجحنا هذا التفسير فسوف لا تكون الآية دليلاً على مسألة جسر الصراط.
* * *
الآية الثانية : عبارة عن تهديد ووعيد للظالمين فبعد أن ذكر عذابهم الدنيوي الشديد قال تعالى : (انَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ).
«المرصاد» : مشتقة من مادة (رصد) على وزن (حَسَد) وهو المكان الذي يرصد منه
__________________
(١). تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ٢٠.
(٢). تفسير القرطبي ، ج ٦ ، ذيل الآية مورد البحث.
(٣). تفسير روح الجنان ، ج ٧ ، ص ٤٣١ (وقد نقل هذا الحديث جمع آخر من المفسرين من جملتهم صاحب نور الثقلين ؛ والفخر الرازي).