ويرقب (قال الراغب الرصد الاستعداد للترقب) والمرصد : موضع الرصد.
فما المراد بـ (المرصاد)؟ قال البعض : إنّ الله سبحانه وتعالى رقيب يرقب أعمال عباده في هذه الدنيا ويأخذهم بالعذاب إذا طغوا ، وجاء في الميزان : «إنّ الله سبحانه وتعالى رقيب يراقب أعمال عباده حتى إذا طغوا وأكثروا الفساد أخذهم بأشد العذاب» (١).
ولكن ورد في حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «المرصاد قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة» (٢).
وجاء في حديث آخر في روضة الكافي عن الإمام الباقر عليهالسلام عن الرسول صلىاللهعليهوآله بعد أن ذكر خصائص جسر الصراط أنّه قال : (وهو قول الله تبارك تعالى : (انَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرصَادِ) (٣).
نستفيد من هذين الحديثين اللذين وردا في تفسير الآية أعلاه أنّ الآية ناظرة إلى القيامة وجسر الصراط مع عدم وجود أي مانع من أن تكون الآية ناظرة إلى كليهما ، يعني أنّ الله تبارك وتعالى كما أنّه رقيب يرقب أعمال عباده في هذه الدنيا كذلك هو رقيب في العالم الآخر في جواز الصراط ، لكن وعلى كل حال فالآية ليس لها مفهوم مكاني وذلك لأنّ الله تعالى لا يحدد بمكان والمقصود هو الاحاطة الوجودية لله على جميع الامور.
وجاء في حديث عن ابن عباس : أنّه قال : «إنّ على جهنّم سبع قناطر ، يسأل الإنسان عند أول قنطرة عن الإيمان ، فإن جاء به تاماً جاز إلى القنطرة الثانية ، ثم يسأل عن الصلاة فإن جاء بها جاز إلى الثالثة ، ثم يسأل عن الزكاة فإن جاء بها جاز إلى الرابعة ، ثم يسأل عن صيام شهر رمضان فإن جاء به جاز إلى الخامسة ، ثم يسأل عن الحج والعمرة ، فإن جاء بهما جاز إلى السادسة ثم يسأل عن صلة الرحم فإن جاء بها جاز السابعة ، ثم يسأل عن المظالم ، وينادي مناد : ألا من كانت له مظلمة فليأت ، فيقتص للناس منه ، ويقتص له من الناس ،
__________________
(١). تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ٤٠٩ ، ص ٢٨١.
(٢). بحارالأنوار ، ج ٨ ، ص ٦٤ ولقد وردت نفس هذه الرواية في تفسير البرهان ج ٤ ، ص ٤٥٨ كتفسير لهذه الآية الشريفة «إنّ ربّك لبالمرصاد» ونقلت عن الإمام الصادق عليهالسلام.
(٣). تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٥٧٢ ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٥٨.