برّ وفاجر فالأبرار يمرون عليه بسرعة ويصلون إلى النعم الإلهيّة غير المتناهية أمّا الفجّار فتزل أقدامهم ويتردون في نار جهنّم.
ولقد ورد في بعض الروايات أنّ سرعة عبور الناس على الصراط ترتبط بمستوى إيمانهم وإخلاصهم وأعمالهم الصالحة.
فقد ورد في حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «منهم من يمر مثل البرق ، ومنهم من يمر مثل عدو الفرس ، ومنهم من يمر حبواً ، ومنهم من يمر مشياً ، ومنهم من يمر متعلقاً قد تأخذ النّار منه شيئاً وتترك شيئاً» (١).
وهنا يطرح هذا السؤال :
لماذا يجب المرور عبر جهنّم للوصول إلى الجنّة؟
هناك نكات لطيفة سنتعرض لها وهي أنّ أصحاب الجنّة عندما يمرون على جهنّم يدركون قيمة الجنّة أفضل إدراك، ومن جهة اخرى أنّ وضع الصراط هناك عبارة عن تجسم لأعمالنا في هذه الدنيا ، لذا يجب المرور عبر جهنّم (المحرقة للشهوات) من أجل الوصول إلى جنة التقوى، ومن جهة ثالثة فهو انذار جدي لكافة المجرمين والمذنبين حيث إنّ مصيرهم يؤول إلى العبور من هذا الممر الخطير، لذا ورد في حديث (مفضل بن عمر) قال : سألت الإمام الصادق عليهالسلام عن الصراط، فقال : «الطراط الطريق إلى معرفة الله سبحانه وتعالى».
ثم قال : «هما صراطان : صراط في الدنيا ، وصراط في الآخرة ، فأمّا الصراط الذي في الدنيا ، فهو الإمام المفروض الطاعة ، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنّم في الآخرة ، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردى في نار جهنّم» (٢).
__________________
(١) أمالي الصدوق ، مجلس ٣٣.
(٢) معاني الأخبار ، ص ٣٢ ، ح ١.