وفي تفسير عن الإمام الحسن العسكري عليهالسلام (١) أنّه فسّر الصراطين (صراط الدنيا والآخرة) الصراط المستقيم في الدنيا فهو ما قصر من الغلو وارتفع عن التقصير وأمّا الصراط في الآخرة فهو طريق المؤمنين إلى الجنّة.
وهناك نكتة مهمّة أشارت إليها الروايات الإسلامية ، وهي أنّه من العسير العبور على هذا الطريق ، فقد ورد حديث عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وكذلك عن الإمام الصادق عليهالسلام أيضاً : «إنّ على جهنّم جسراً أدق من الشَعرة وأحد من السيف» (٢).
نعم ، هكذا الصراط (المستقيم) وحقيقة (الولاية) و (العدالة) في هذه الدنيا فهي أدق من الشعرة وأحد من السيف ، وهذا يرجع إلى أنّ الخط المستقيم خط واحد دقيق لا أكثر ، أمّا الخطوط الاخرى فهي منحرفة نحو اليمين أو الشمال ، ومن الطبيعي أن يكون صراط القيامة هكذا فهو تجسيد عيني للصراط الدنيوي ، ومع هذا فهناك طائفة تمر على هذا الطريق الخطر سريعاً في ظل إيمانها وأعمالها الصالحة.
وممّا لا شك فيه أنّ التمسك بالرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وأهل بيته الطاهرين عليهمالسلام يسهل اجتياز هذا الطريق المخوف ، فقد جاء في حديث عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : «إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنّم لم يجز عليه إلّامن كان معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب» (٣).
ولقد ورد نفس هذا المعنى بتعبير آخر يتعلق ب فاطمة الزهراء عليهاالسلام ومن البديهي أنّ ولاية الإمام علي عليهالسلام وولاية الزهراء عليهاالسلام هما من ولاية الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ولا يمكن الفصل بين القرآن والإسلام وسائر الائمّة المعصومين عليهمالسلام ، فإذا لم يكن هناك ارتباط إيماني وأخلاقي مع هؤلاء العظام فلا يمكن الجواز على الصراط ، وتوجد في هذا المجال روايات
__________________
(١). بحار الأنوار ، ج ٨ ، ص ٦٩ ، ح ١٨.
(٢). ميزان الحكمة ، ج ٥ ، ص ٣٤٨ ووردت كلمة «الصراط» في حديث الإمام الصادق بدل جملة «إنَّ على جهنّم جسراً» (بحارالأنوار ، ج ٨ ، ص ٦٤ ، ح ١).
(٣). بحار الأنوار ، ج ٨ ، ص ٦٨ ، ح ١١.