من مجموع آيات القرآن الكريم أنّ الغذاء الرئيسي لأهل الجنّة هو من جنس الفواكه ، وورد هذا المعنى تحت عناوين مختلفة مثل «فاكهة» «وفواكه» «وثمره» و «ثمرات» و «أُكُل» في آيات كثيرة من القرآن الكريم.
وقد ورد في قوله تعالى : (فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ). (الرحمن / ٥٢)
و «فاكهة» : حسب قول صاحب كتاب مقاييس اللغة مشتقة في الأصل من «فكه» ، والتي تعني طيب الخاطر ، وعلى هذا الأساس سميت الفاكهة ، فاكهة ، حيث إنّ أكلها يطيب الخاطر.
و «المفاكهة» : تعني الممازحة بالكلام اللطيف.
و «الفاكه» : يطلق على الشخص المزّاح ذي المعشر الطيب.
ويعتقد الكثير من المفسرين أنّ الفاكهة تشمل جميع أقسام الفواكه ، ويؤكد الراغب في مفرداته هذا المعنى ، في حين أنّ البعض يقول : (الفاكهة) تشمل جميع الفواكه ماعدا العنب والرمان (أو ماعدا الرطب والرمان) ، وذلك لأنّ سورة الرحمن ، الآية ٦٨ عطفت هذين الجنسين على الفواكه ، من هنا فانّهم يعتقدون أنّها لن تدخل في مفهوم الفاكهة ، في حين أنّ هذه الآية لا تدلّ على هذا المعنى وإنّما نجد في كثير من المواطن يذكر الخاص بعد العام لأهميّة الخاص.
وفي اعتقاد جمع من المفسرين أنّ تعبير «زوجان» إشارة إلى أنّ لكل ثمرة نوعان وضربان متشاكلان : نوع في هذه الدنيا ، ونوع من شكله غريب لم يعرفوه في الدنيا ، وقيل : إنّ هذا التعبير هو إشارة إلى تنوع فواكه الجنّة كل نوع أكثر لذة من الآخر ، ولقد بيّن القرآن الكريم تنوع اغذية أهل الجنّة بهذا الشكل : (وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ). (الواقعة / ٢٠)
وقال في موضع آخر : (وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشتَهُونَ). (المرسلات / ٤٢)
ولقد أكدت بعض الآيات على فواكه خاصة باعتبارها فاكهة الجنّة : (فِيهِما فَاكِهَةٌ وَنَخلٌ وَرُمَّانٌ). (الرحمن / ٦٨)
وقال الفخر الرازي في تفسيره : «إنّه تعالى ذكر نوعين من الفواكه الشجرية وهما الرمان والرطب لأنّهما متقابلان فأحدهما حلو والآخر غير حلو وكذلك أحدهما حار والآخر بارد