وأحدهما فاكهة وغذاء والآخر فاكهة ، وأحدهما من فواكه البلاد الحارة والآخر من فواكه البلاد الباردة ، وأحدهما أشجاره في غاية الطول والآخر أشجاره بالضد وأحدهما ما يؤكل منه بارز وما لايؤكل كامن والآخر بالعكس فهما في الضدين والإشارة إلى الطرفين تتناول الإشارة إلى مابينهما» (١).
وقال تعالى في موضع آخر : (حَدَائِقَ وَاعْناباً). (النبأ / ٣٢)
وجاء في آية اخرى : (فِى سِدْرٍ مَّخْضُودٍ* وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ). (الواقعة / ٢٨ ـ ٢٩)
لقد فسّر أغلب المفسرين (الطلح) بمعنى شجرة الموز التي لها أوراق عريضة خضراء جميلة ، وثمرتها حلوة ولذيذة الطعم.
و «منضود» : من مادة (نضد) ، وتعني «المتراكم» ، أي إذا جعل بعضه على بعض ، وهذه إشارة إلى عذق الموز وشجرة الموز ذات الأوراق العريضة الخضراء الجميلة وثمرتها حلوة المذاق.
وقيل : المنضود (المراد الورق لأنّ شجر الموز من أوله إلى أعلاه يكون ورقاً بعد ورق) (٢).
ويجمعهما (السدر ، والطلح) نوعان : أوراق صغيرة ، وأوراق كبيرة ، والسدر في غاية الصغر والطلح وهو شجر الموز في غاية الكبر فقوله تعالى : (في سِدْرٍ مَّخْضُودٍ* وطَلْحٍ مَّنْضُودٍ) إشارة جامعة لجميع الأشجار نظراً إلى أوراقها (٣).
وإضافة إلى ذكر الفاكهة أشار القرآن الكريم إشارة عابرة مختصرة إلى «الطلح» بشكل عام وإلى «لحم الطير» بشكل خاص ، فقال في أحد المواضع بعد ذكر مجموعة مهمّة من النعم الموجودة في الجنّة : (وَامْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحمٍ مِّمَّا يَشتَهُونَ) (٤). (الطور / ٢٢)
__________________
(١). تفسير الكبير ، ج ٢٩ ، ص ١٣٤.
(٢). المصدر السابق ، ج ٢٩ ، ص ١٦٢.
(٣). المصدر السابق.
(٤). «أمددناهم» من مادة «إمداد» وهو العطاء المتتابع أو المستمر ، وقال بعض أرباب اللغة مثل صاحب القاموس : إنّ الامداد بمعنى تأخير الأجل وإدامة الحياة ، وهو لا يختلف كثيراً عن المعنى الأول.