وجاء في سورة الواقعة وصف آخر لهن وهو (أبكار) ثم «عرب».
«أتراب» : قال لله تعالى : (فَجَعَلنَاهُنَّ أَبكَاراً* عُرُباً اترَاباً). (الواقعة / ٣٦ ـ ٣٧)
«أبكار» : جمع (بكر) أي خلقناهن عذارى كلما آتاهن أزواجهن وجدوهن أبكاراً ، ويستفاد من بعض الروايات وكلمات المفسِّرين أنّ هذه الحالة حالة دائمية لا تتغير.
«عُرُب» : على وزن (كُتُب) جمع (عَروب) على وزن (طَروب) أو (عربا) أي متحننات على أزواجهن متحببات إليهم ، وقيل عاشقات لأزواجهن ، وقيل العروب اللعوب مع زوجها ، وفي الأصل مأخوذة من مادة (اعراب) التي تعنى الإظهار ، وقد تعني أنّ لسان حالها يدل على عفتها وطهارتها.
وفسّرها البعض أيضاً بمعنى الدلال وهو قريب من المعنى السابق.
ولقد ذكرت كلمة «أتراب» في ثلاث آيات من القرآن الكريم كوصف للحور العين (١) وهي جمع «تِرْب» على وزن (حزب) بمعنى (المتساويان) في السن ، وتستخدم في الجنس المؤنث على الأغلب ، وقيل : إنّها في الأصل مشتقة من «ترائب» بمعنى اضلاع القفص الصدري : أي متشابهات ... وقال البعض إنّها مشتقة من مادة (تُراب) وكأنّهم ولدوا في وقت واحد ووطؤوا تراب الأرض معاً.
على أيّة حال فإنّ التساوي في السن يمكن أن يكون إشارة إلى تقاربهم ، حيث إنّ الأزواج المتقاربين في السن يدركون غالباً أحاسيس ومشاعر بعضهم البعض على نحو أفضل ، أو أنّه إشارة إلى تشابههم في الخلقة والقامة والصورة والسن حتى أصبحوا متشاكلين.
ولكن ذكر هذا الوصف مع بقية الأوصاف الاخرى مثل «عرب» و «كواعب» و «قاصرات الطرف» يدلل على أنّ المعنى الأول هو الأنسب.
«كواعب» : لقد ورد هذا الوصف مرّة واحدة في القرآن الكريم في سورة النبأ ، و (كواعب) جمع (كاعب) بمعنى الفتاة صغيرة السن ، وهي مشتقة من مادة (كعب) والتي تعني في الأصل
__________________
(١). سورة النبأ ، ٣٣ ؛ ص ، ٥٢ ؛ الواقعة ، ٣٧.