المستور أي مستورات في القباب ، وقيل مصونات محفوظات مخدّرات لا يبتذلن ، وقيل مقصورات أي قصرن على أزواجهن فقط دون غيرهم.
وقيل نفس الشيء في تفسير قوله تعالى : (قاصرات الطرف) ، وذلك لأنّ «طرف» على وزن (حرف) بمعنى (جفن العين) ، لأنّها تطرف فينطبق عليها تارة وينفتح تارة ، ويكون المعنى : قصرن طرفهن على أزواجهن لم يرون غيرهم ، وهذه أعظم صفة وأكبر امتياز حيث لاترى أحسن من زوجها ، فليس لها أي علاقة بغيره.
وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ كلمة «الخيمة» في اللغة العربية لا تنحصر بالخيمة المصنوعة من القماش ، بل تطلق على كل بناية مدورة ، حتى قال بعض أرباب اللغة : «كل بناية بنيت من الحجر و... وغيره هي خيمة ، وأنّ الخيمة في الأصل حسب قول صاحب كتاب مقاييس اللغة بمعنى الإقامة والثبات».
ويستفاد من الروايات الإسلامية أنّ خيام الجنّة وحكمها كسائر النعم الإلهيّة الاخرى لا يوجد أي شبه بينها وبين الخيام الدنيوية ، فبعضها قطعٌ من اللؤلؤ.
وجاء في وصف آخر للحور العين حيث شبههن بالياقوت والمرجان : (كَأَنَّهُنَّ اليَاقُوتُ وَالمَرجَانُ). (الرحمن / ٥٨)
أي هنّ على صفاء ولون وتلألؤ الياقوت وبياض وجمال المرجان.
ومن المعلوم أنّه إذا امتزج هذان اللونان مع بعضهما يشكلان أحلى الألوان وأجملها.
«ياقوت» : حجر معدني في غاية الشفّافية ، وعادة يكون أحمراللون.
«مرجان» : يشبه أغصان النباتات. ويوجد في البحار ، وله ألوان مختلفة ويراد منه هنا اللون الأبيض ، وقيل إنّه اللؤلؤ الصغير ، حيث تتصف مثل هذه اللئالي ببياض وجمال وشفافية أكثر (١) ، ولكن يعتقد العلماء اليوم أنّ (المرجان) موجود حيٌ ويشبه الأغصان الصغيرة للشجرة وينمو في أعماق البحار ، وكان العلماء يعتقدون لفترة طويلة بأنّه نوع من أنواع النباتات ، ولكن اتّضح فيما بعد أنّ له صفات الحيوان رغم أنّه ملتصق بصخور قاع البحر.
__________________
(١). ذكر هذا المعنى الراغب في (مفرداته) ومجموعة من أهل اللغة والتفسير.