الحرارة الشديدة التي تغير لون الأشياء وصفاتها ، لكنّها تحوّلت بالتدريج إلى اسم من أسماء النّار وتعني النّار الشديدة المحرقة التي تغيّر كل شيء.
ويدعم هذا الادّعاء الصفات الواردة في هذه الآيات ، لأنّها تؤكد أنّها تغير الجلود تماماً من جهة ، ومن جهة اخرى ، أنّها لا تبقي شيئاً على حاله ولا تذر.
* * *
ومن الأسماء الاخرى التي استخدمها القرآن لجهنّم بشكل واسع هي كلمة «النّار» ، فقد تكرر ذكرها ١٤٥ مرّة والتي تعني في أغلب الموارد نار جهنّم ، وإن جاءت أيضاً في بعض المواضع بمعنى نار الدنيا ، ومن جملة ذلك ، الخطاب الموجّه إلى المشككين بالقرآن إذ جاء فيه : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) (أي لم تأتوا بسورة من مثله) (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِى وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ اعِدَّت لِلكَافِرِينَ). (البقرة / ٢٤)
يقول الراغب : إنّ كلمة «النّار» تعني الشعلة التي تظهر أمام حس الإنسان ، ويقال : للحرارة وحدها نار أيضاً ، ورأى البعض أنّ كلمتي «النّار» و «النور» مشتّقتان من مصدر واحد ومتقاربتان في الوجود.
وعلى أيّة حال فقد كثر استخدام هذه الكلمة في القرآن الكريم بشأن جهنّم إلى حد جعلها تصبح واحدة من أسمائها.
أشار القرآن الكريم إلى فئة من المجرمين قائلاً : (اولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ). (آل عمران / ١٠)
وجاءت كلمة «أصحاب النّار» في العديد من الآيات لتدل على الأشخاص الذين يردون جهنّم ولهذا أصبح هذا التعبير مقابلاً لتعبير أصحاب الجنّة (١).
ومن نافلة القول : إنّ من ضمن المواصفات التي ذكرت للنار هي أنّ وقودها من الناس والحجارة (أي الأصنام) وعلى هذا فهي لا تشبه نار الدنيا في هذا الجانب.
* * *
__________________
(١) الأعراف ، ٤٤ ؛ الحشر ، ٢٠.