ذكرت الآية السابعة كلمة «الهاوية» التي وردت في القرآن الكريم مرّة واحدة حيث تقول الآية : (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ* فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ* وَمَا ادْرَاكَ مَاهِيَهْ* نَارٌ حَامِيَةُ). (القارعة / ٨ ـ ١١)
قال ابن منظور في «لسان العرب» : «إنَ «الهاوية» أحد أسماء جهنّم ، وعلى هذا يكون معنى «امه هاوية» أي إنّ مقرّه ومسكنه جهنّم» (١).
وأشار صاحب «مقاييس اللغة» والراغب في «المفردات» إلى هذه التسمية وأنّ الكلمة مأخوذة في الأصل من مادة «هُوِي» بمعنى السقوط لأنّ الكفار والمجرمين يسقطون فيها ، ويتضمن أيضاً إشارة إلى عمق جهنّم.
وفسّرت كلمة «ام» هنا بمعنى المستقر والمكان ، وأحياناً بمعنى الأم أي كما تحتضن الأم ابنها تحتضن جهنّم من يرد فيها.
وفسرها بعضهم بمعنى الدماغ ، قال : إنّ الهاوية وصف لأصحاب النّار لأنّهم يسقطون فيها على أُم رؤوسهم إلّاأنّ التفسير الأول أصحّ على مايبدو.
* * *
ونرى في الآية الثامنة والأخيرة كلمة «لظى» وهي الاخرى قد ذكرت في القرآن مَرّة واحدة ، فقد جاء في سورة المعارج بعد الإشارة إلى وضع المجرمين الذين يرغبون في يوم القيامة التضحية بأزواجهم واخوانهم وأبنائهم لِانقاذ أنفسهم : (كَلَّا انَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى * تَدعُوا مَنْ ادْبَرَ وَتَوَلَّى). (المعارج / ١٥ ـ ١٧)
وكلمة «لظى» تعني في الأصل النّار أو شعلة النّار الخالصة ، ولكن هذه الكلمة اسم من أسماء جهنّم حسب ماجاء في «لسان العرب» و «مفردات الراغب» (ولهذا فهو ممنوع من الصرف بسبب عَلَميّته وتأنيثه).
وتعني كلمة «النزاعة» الشيء الذي ينزع ويفصل بشكل متواصل ، وتعني كلمة «شوى»
__________________
(١). لسان العرب ، مادة (هوى).