بالنار العظيمة المصحوبة بالحرارة واللهب.
إلّا أنّ كلمة (الجحيم) استخدمت في موضع واحد في القرآن الكريم بمعنى النيران المحرقة في الدنيا عندما قال المشركون في زمن النبي إبراهيم عليهالسلام : (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلقُوهُ فِى الجَحِيمِ). (الصافات / ٩٧)
إلّا أنّ هذا الاستعمال لا يمنع من كون الكلمة المذكورة من أسماء جهنّم.
* * *
وفي الآية السادسة نلاحظ كلمة «الحطمة» التي تكررت في موضعين في سورة الهمزة» فالآية قد تحدثت عن الذين يبحثون عن عيوب الآخرين ويغتابونهم ويحرصون على جمع المال فقد هددهم الله بقوله : (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِى الحُطَمَةِ* وَمَا ادرَاكَ مَاالحُطَمَةُ* نَارُ اللهِ المُوقَدَةُ* الَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفئِدَةِ).
وكلمة «الحطمة» على حد قول صاحب «صحاح اللغة» وصاحب «مجمع اللغة» : اسم من أسماء جهنّم ، وهي صيغة مبالغة من كلمة «حطم» بمعنى الكسر والتهشيم ، واعتبرها البعض بمعنى تكسير الأشياء اليابسة ، ولهذا يطلق على سنوات القحط اسم «الحُطمة» لأنّها تحطّم كل شيء وتكسّره وتقضي على الناس ، ويُطلق اسم «الحطيم» على موضع في الكعبة يقع بين بابها والحجر الأسود لأنّ الناس يزدحمون هناك حتى أنّ عظامهم على وشك أن تتكسر من شدّة الضغط.
وعلى هذا الأساس تعود تسمية جهنّم بالحطمة لأنّ نارها المحرقة تدّمر كل شيء وتقضي عليه ، وقد أوضح القرآن نفسُه معناها من خلال الآيات الواردة في هذا الباب : فقال إنّها : (نَارُ اللهِ المُوقَدَةُ* الَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفئِدَةِ) ، وهذه الآية بذاتها دليل على المعنى الذي ذكرناه.
ولكن يستفاد من بعض الروايات : أنّ كل اسم من أسماء جهنّم ومن ضمنها الحطمة يشير إلى قسم معين من أقسام النّار (١).
__________________
(١). تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ١٧ ـ ١٩ ، ح ٦٠ ، ٦٤.