المحمديون ، وفي الثاني النصارى وفي الثالث اليهود ، وفي الرابع الصابئون ، وفي الخامس المجوس ، وفي السادس مشركو العرب ، وفي السابع المنافقون وآل فرعون ومن كفر من أهل المائدة) (١).
الرابع : أنّ المقصود من تلك الأبواب هي الأعمال والذنوب التي تسبب دخول جهنّم. والدليل على هذا الكلام ما يأتي :
أولاً : المقابلة الموجودة مع أبواب الجنّة ، فتصف بعض الروايات صراحةً أنّ أحد أبواب الجنّة هو باب «الجهاد» أو أنّ أحد أبواب الجنّة يسمى «باب المجاهدين» (٢) ، وأشارت روايات اخرى إلى الأبواب الاخرى وقالت بوجود صلة بينها وبين أعمال الإنسان كـ «الصبر» و «الشكر» وماشابه ذلك.
ثانياً : الروايات التي تنص على أنّ بعض أبواب جهنّم يدخل منها فرعون وهامان وقارون ، ويرد من بعضها المشركون ، وبعضها الآخر يرد منها أعداء آل بيت الرسول صلىاللهعليهوآله (٣) ، وهذا دليل أيضاً على الصلة بين أبواب جهنّم والذنوب المختلفة.
إلّا أنّ التفاسير الثلاثة الأخيرة يمكن جمعها مع بعضها لأنّ كل واحدة من طبقات النّار أكثر إيلاماً من الاخرى وكل واحدة من الفئات التي تردها أكثر ذنباً وإجراماً من الاخرى ، وكل عمل ارتكبته أسوأ من الآخر ، وعلى هذا الأساس يمكن جمع التفاسير الثلاثة في مفهوم واحد. وبالنتيجة تطالعنا أبواب جهنّم بحقيقة وهي كما أنّ أعمال الإنسان مختلفة مع بعضها وأصناف المجرمين والكفّار متباينة فيما بينها ، فعقوباتهم في العالم الآخر غير متساوية وتختلف فيما بينها اختلافاً شاسعاً.
* * *
__________________
(١). تفسير روح المعاني ، ج ١٤ ، ص ٤٨ ؛ تفسير القرطبي ، ج ٥ ، ص ٣٦٤٦.
(٢). اصول الكافي ، ج ٥ ، ص ٢ ، ح ٢.
(٣). بحار الأنوار ، ج ٨ ، ص ٢٨٥ ، ح ١١.