طلبوا من أبيهم أن يستغفر لهم ربّهم (يوسف / ٩٧).
وحصل في هذه الدنيا الكثير من ذلك حيث نجا أشخاص أو أقوام من عذاب الدنيا بسبب شفاعة الأنبياء وأولياء الله.
ولدينا روايات كثيرة أيضاً تفيد أنّ أعمال الإنسان الصالحة كالصلاة والصوم والولاية وأمثالها أو حضور أولياء الله تكون سبباً في تخفيف عقوبات وآلام الشخص في عالم البرزخ كما يؤدّي دفن إنسان صالح لديه حسنات كثيرة في مقبرة ما إلى تخفيف ذنوب من دفن في تلك المقبرة.
وهذه كلها إشارات إلى وجود الشفاعة في عالم البرزخ.
وحتّى أنّ صلاة الميّت وما تتضمنه من الاستغفار له لا تخلو من التأثير ، وهي نوعٌ من الشفاعة أيضاً.
وعلى هذا فليست الشفاعة محدودة في عالم خاص ، بل تضم العوالم الثلاثة إلّاأنّ المكان المهم والأساسي لها هو القيامة لأنّها تمثل لحظات الوقوف على مشارف العذاب الإلهي.
سؤال :
قد يُقال : هناك روايات عديدة وردت عن الأئمّة المعصومين عليهمالسلام تؤكد خوفهم على شيعتهم من عذاب البرزخ كما نقل عن الإمام الصادق عليهالسلام قوله : «والله ما أخاف عليكم إلّا البرزخ ، فإذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم» (١).
ونقرأ عنه عليهالسلام حديثاً آخر يتضمن وعداً منه بالشفاعة للمؤمنين المخطئين يقول فيه : «ولكنّي والله أتخوّف عليكم من البرزخ. يقول الراوي : فقلت له : ما البرزخ؟ قال : القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة» (٢).
__________________
(١). بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ٢١٤ ، ح ٢.
(٢). المصدر السابق ، ص ٢٦٧ ، ح ١١٦.