ويثيبه بحسناته ، وأمّا الكافر فيردّ حسناته تحسيراً له» (١).
ونرى في أحاديث المعصومين الواردة في تفسير الآيات تعابير واضحة تدلل على رؤية وحضور الأعمال ، منها ماقاله أمير المؤمنين عليهالسلام في هذا المعنى :
«فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده» (٢).
* * *
ونجد في الآية الثانية تعبيراً آخر في هذا المعنى ، فبعد الإشارة إلى كتاب الأعمال قال تعالى : (وَوَجَدُوا مَاعَمِلُوا حَاضِراً).
وقال تعالى : (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدَاً).
لقد استبعد جمع من المفسّرين فكرة حضور الأعمال في هذه الآية فقد فسروها أحياناً بمعنى حضور أخبار الأعمال في كتاب الأعمال وأحياناً اخرى بمعنى حضور جزاء الأعمال ولكن البعض الآخر احتمل حضور نفس العمل (٣).
وعلى حد قول المرحوم العلّامة الطباطبائي «يمكن أن يكون ذيل الآية شاهداً على هذا الموضوع ، وذلك لأنّ حضور نفس العمل لإثبات نفي الظلم عنه تعالى أفضل وأوضح» (فتأمل جيداً).
* * *
ولقد طرحت الآية الثالثة هذا التعبير بصراحة وتفصيل أكثر ، وذلك لأنّ الكلام كان يدور في الآية السابقة حول الكافرين والمجرمين ، أمّا في هذه الآية : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّاعَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرَاً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً) ، فهناك قولان في تفسيرها :
__________________
(١). تفسير روح البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٩٤.
(٢). تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٦٥٠.
(٣). تفسير روح المعاني ، ج ١٥ ، ص ٢٦٧ ؛ وتفسير روح البيان ، ج ٥ ، ص ٢٥٤.