فقال له رسول الله : كبّر ، كبّر (قدّم الأكبر منك للكلام أدبا)! فتقدّمت وتكلّمت ، فقال لي أيضا : كبّر ، كبّر! فسكتّ.
فتكلم أخي حويّصة ـ وكان أكبرنا ـ فذكر أن ظنّتنا أو تهمتنا اليهود. ثم أخبرت الخبر رسول الله (١).
فكتب النبيّ صلىاللهعليهوآله في ذلك إلى يهود خيبر : أنّه قد وجد قتيل بين أبياتكم ، فدوه. أي أدّوا ديته. فكتبوا إليه يحلفون بالله ما قتلوه ولا يعلمون له قاتلا (٢).
فقال رسول الله لحويّصة ومحيّصة وعبد الرحمن ومن معهم (٣) : ايتوني بشاهدين من غيركم. قالوا : يا رسول الله ، ما لنا شاهدان من غيرنا. فقال لهم رسول الله : فليقسم خمسون رجلا منكم على رجل ندفعه إليكم. قالوا : يا رسول الله : وكيف نقسم على ما لم نره؟! قال : فيقسم اليهود؟ قالوا : يا رسول الله ، وكيف نرضى باليهود وما فيهم من الشرك أعظم؟! فودّاه رسول الله (٤) من عنده مائة ناقة : خمسة وعشرين جذعة ، وخمسة وعشرين حقّة ، وخمسة وعشرين بنت لبون ، وخمسة وعشرين بنت مخاض. قال سهل بن أبي حثمة راوي الخبر عن محيّصة : وكنت يومئذ غلاما فرأيتها ادخلت عليهم مائة ناقة ، وركضتني منها ناقة حمراء (٥) بكرة ، وأنا أحوزها (٦).
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٧١٣ ، ٧١٤.
(٢) ابن اسحاق في السيرة ٣ : ٣٧٠ واختصر الواقدي.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ٧١٤.
(٤) فروع الكافي ٧ : ٣٦١ ، الحديث ٥ والتهذيب ١٠ : ١٦٦ ، الحديث ٢. وتمامه : قال الصادق عليهالسلام : وانما جعلت القسامة احتياطا لدماء الناس لكي ما إذا أراد الفاسق أن يقتل رجلا أو يغتال رجلا حيث لا يراه أحد خاف أن يقتل فامتنع من القتل.
(٥) مغازي الواقدي ٢ : ٧١٥.
(٦) ابن اسحاق في السيرة ٣ : ٣٧٠.