تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) مرتبطا بما سبق في الآية السادسة : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ...).
ففي «تفسير القمي» : لما أنزل الله : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ ...) وحرّم نساء النبيّ على المسلمين ، غضب طلحة فقال : يتزوّج محمد نساءنا ويحرّم علينا نساءه! لئن أمات الله محمدا لنفعلنّ كذا وكذا ، فأنزل الله : (... وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا ...)(١).
والشيخ الطوسي في «التبيان» نقل الخبر عن السدّي ولم يسمّ الرجل فقال : لما نزل الحجاب (كذا) قال رجل من بني تيم [طلحة بن عبيد الله التيمي] : أنحجب عن بنات عمّنا؟! [عائشة بنت أبي بكر التيمي] إن مات عرّسنا بهنّ! فنزل قوله : (... وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً)(٢).
والشيخ الطبرسي في «مجمع البيان» نقل عن أبي حمزة الثمالي قال : إنّ رجلين قالا : أينكح محمد نساءنا ولا ننكح نساءه بعده؟! والله لئن مات لننكحن نساءه ، وكان أحدهما يريد عائشة والآخر يريد أمّ سلمة! وروى عن ابن عباس قال : نزل قوله : (... وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ ...) إلى آخر الآية ، في رجل من الصحابة (؟) قال : لئن قبض رسول الله لأنكحنّ عائشة! وقال مقاتل : هو طلحة بن عبيد الله (٣).
فخبر السدّي يربط تحريم أزواج النبيّ بحكم حجابهن ، وخبر أبي حمزة الثمالي
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ١٩٥.
(٢) التبيان : ٨ : ٣٥٨ ، هذا ، بينما روى السيوطي القول عن السّدي مصرّحا باسم طلحة ، في الدر المنثور ، وعنه في الميزان ١٦ : ٣٤٣.
(٣) مجمع البيان ٨ : ٥٧٤. وفي أسباب النزول للواحدي : ٢٩٩ : عن عطاء عن ابن عباس قال : قالها رجل من سادة قريش؟!