الى خيبر في صفر سنة سبع ، ويقال : لهلال ربيع الاول (١). فسلك ثنية الوداع (٢) ثم اخذ على الزّغابة ، ثم على نقمى ، ثم سلك المستناخ ... ثم خرج على عصر (جبل) وبه مسجد (٣) ، وانتهى الى الصهباء فصلى بها العصر. ثم دعا بالاطعمة فاتي بالتمر والسويق فأكلوا. ثم قام الى المغرب من دون ان يجدد وضوءه (٤) ثم صلى العشاء.
وكان قد خرج معهم دليلان من أشجع (٥) : حسيل بن خارجة وعبد الله بن نعيم ، فدعا النبيّ بهم فقال لحسيل : امض أمامنا حتى تأخذنا في صدور الوديان حتى نأتي خيبر من بينها وبين الشام فأحول بينهم وبين الشام وبين حلفائهم من غطفان. فقال حسيل : نعم ، أنا أسلك بك الى ذلك. فسلك به حتى انتهى الى موضع مفترق طرق فقال : يا رسول الله هنا طرق كلّها يؤتى منها. فقال النبيّ : سمّها لي. فسمّى : الحزن والحاطب والشاش ، وقال النبيّ : لا تسلكها ، فقال : لم يبق لها إلّا
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٦٣٤ بينما قال ابن اسحاق : خرج في بقية المحرم ٣ : ٣٤٢. وقال الطبرسي في مجمع البيان ٩ : ١٨١ : لما قدم النبي المدينة من الحديبية مكث بها عشرين ليلة. وفي اعلام الورى ١ : ٢٠٧ : في ذي الحجة سنة ست. وكذلك في قصص الأنبياء : ٣٤٧ ويقول ابن اسحاق : وكان فتح خيبر في صفر ، ويستشهد لذلك بقول ابن لقيم العبسي في شعره في خيبر :
ولقد علمت ليغلبنّ محمد |
|
وليثوينّ بها الى أصفار |
وأصفار جمع صفر يريد بها شهر صفر ٣ : ٣٥٥ ، ٣٥٦.
(٢) لا ننسى أنها كانت نحو الشام لا مكة ، فالمشرق لا الجنوب.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ٦٣٨. وقال ابن اسحاق : سلك رسول الله على عصر فبني له فيها مسجد ، ثم على الصهباء ... حتى نزل بالرجيع ـ سيرة ابن هشام ٣ : ٣٤٤.
(٤) خلافا لمن زعم ان الطعام ناقض للوضوء.
(٥) وفيهم يهود وكان منهم نعيم بن مسعود الاشجعي.