فقال : يا أسماء ، ألم تعلمي أن جعفرا رضوان الله عليه استشهد؟ فبكت. فقال لها رسول الله : لا تبكي ، فان جبرئيل عليهالسلام أخبرني : أنّ له جناحين في الجنة من ياقوت أحمر. فقالت : يا رسول الله ، لو جمعت الناس وأخبرتهم بفضل جعفر لا ينسى فضله. فعجب رسول الله من عقلها (١).
وروى فيه عن الصادق عليهالسلام مثله ثم قال : فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فصعد المنبر وأعلم الناس بذلك ثم نزل (٢).
__________________
(١) المحاسن ٢ : ١٩٤ برقم ١٩٩.
(٢) المحاسن ٢ : ١٩٣ برقم ١٩٨.
وروى الطبرسي في إعلام الورى عن عبد الله بن جعفر قال : قام رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخذ بيدي يمسح بيده رأسي حتى رقى إلى المنبر وأجلسني أمامه على الدرجة السفلى ، والحزن يعرف عليه ، فقال :
«إنّ المرء كثير حزنه بأخيه وابن عمه ، ألا إنّ جعفر قد استشهد وجعل له جناحان يطير بهما في الجنة».
ثم نزل ودخل بيته وأدخلني معه ، وأمر بطعام فصنع لأهلي ، وأرسل إلى أخي ، فتغدّينا عنده ـ والله ـ غداء طيبا مباركا ، وأقمنا ثلاثة أيام في بيته ندور معه كلما صار في بيت إحدى نسائه ، ثم رجعنا إلى بيتنا. ورواه الواقدي في مغازي الواقدي ٢ : ٧٦٦ ، ٧٦٧.
ثم روى الطبرسي عن الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لفاطمة ، اذهبي فابكي على ابن عمك ، فانّك إن لم تدعي بثكل فما قلت فقد صدقت. اعلام الورى ١ : ٢١٤.
وعليه فلا يصح ما رواه ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٢٣ والواقدي في المغازي ٢ : ٧٦٧ عن عائشة : أنّ النبيّ أمر رجلا أن يسكت النساء عن البكاء على جعفر فان أبين أن يحثو في أفواههنّ التراب! بينما هما رويا بمسندهما عن أسماء أنها صرخت حتى اجتمع إليها النساء ، ولم يرو أنه منعها أو منعهن! بل رويا أنه خرج إلى فاطمة فأمر أن يصنعوا لهم طعاما. ٤ : ٢٢ ومغازي الواقدي ٢ : ٧٦٦. وفيه : على مثل جعفر فلتبك الباكية!