وسلاحهم ، ظنّ أكثرهم أن لن يغلبوا لذلك ، وأعجبت كثرتهم يومئذ أبا بكر فقال : لن نغلب اليوم من قلة (١).
قال الطبرسي : وكان صلىاللهعليهوآله دخل مكة في عشرة آلاف رجل ، وأقام بمكة خمسة عشر يوما ، وخرج منها ومعه من مسلمة الفتح ألفا رجل (٢).
وقال الواقدي : وخرج معه صفوان بن أميّة وهو في المدة التي جعلها له رسول الله ، ومعه حكيم بن حزام ، وحويطب بن عبد العزّى ، وسهيل بن عمرو المخزومي والحارث بن هشام المخزومي ، وعبد الله بن ربيعة ، وأبو سفيان بن حرب في أثر العسكر كلما مرّ بترس ساقط أو رمح أو متاع حمله. وخرج معه صلىاللهعليهوآله من مكة
__________________
(١) الإرشاد ١ : ١٤٠ وقال : وعانهم ـ أي أصابهم بعينه ـ أبو بكر بعجبه .. وأنزل الله في إعجاب أبي بكر بالكثرة قوله : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً) التوبة : ٢٥ ومثله في إعلام الورى ١ : ٢٢٨ ومناقب آل أبي طالب ١ : ٢١٠. أمّا ابن اسحاق فقد قال : زعم بعض الناس : أن رجلا من بني بكر قالها (؟!) بل قال : حدثني بعض أهل مكة (؟!) أنّ رسول الله حين فصل من مكة إلى حنين ورأى كثرة من معه من جنود الله قال : لن نغلب اليوم من قلة ٤ : ٨٧. بينما قال اليعقوبي : قال بعضهم : ما نؤتى من قلة! فكره ذلك رسول الله ٢ : ٦٢. لكن الواقدي روى بسنده عن الزهري عن سعيد بن المسيّب : أنّ الذي قالها أبو بكر. إلّا أنه أردفه برواية اخرى عن الزهري نفسه عن ابن عباس عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : خير الأصحاب أربعة! وخير السرايا أربعمائة! وخير الجيوش أربعة آلاف! ولا تغلب اثنا عشر ألفا من قلة ٣ : ٨٩٠ فكأنّهم بهذا يتكلّفون صرف التوبيخ القرآني : (إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً) إلى من سوى أبي بكر حتى ولو كان النبيّ نفسه. وممن روى الإعجاب عن أبي بكر البلاذري في أنساب الأشراف ١ : ٣٦٥.
(٢) مجمع البيان ٥ : ٢٩ وفي سيرة ابن هشام ٤ : ٨٣ : ومعه ألفان من أهل مكة. وفي التنبيه والأشراف : ٢٣٤ : والخيل مائتا فرس أو أكثر.