لفتح مكة ، ولم يعد إليها إلّا بعد ثلاثة أشهر : لثلاث بقين من ذي القعدة يوم الجمعة أيضا (١) وإنّما أخرج معه من أزواجه زينب وأمّ سلمة (٢) وخلّف سائر نسائه ومنهنّ مارية القبطية أمّ ابراهيم في مشربتها في العالية (٣) ، ومعها مولاها أو ابن عمّها مأبور أو جريج القبطي الذي بعثه معها أبوها أو مقوقس الاسكندرية ، خادما ، خصيا بل مجبوب الذكر (٤) وذلك ليؤمن منه عليها.
وأما سبب إفرادها في مشربتها في العالية فقد ورد على لسان ضرّتها عائشة :
فقد روى ابن سعد بسنده عنها قالت : انّها (مارية) كانت جعدة جميلة ، فاعجب بها رسول الله .. فما غرت على امرأة إلّا دون ما غرت عليها .. وفرغنا لها (لإثارتها وايذائها وإزعاجها!) فجزعت ، فحوّلها رسول الله إلى العالية
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٩٦٠ و ٩٧٣.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٩٢٦.
(٣) قال عبد الرحمن خويلد في كتابه المساجد والأماكن الأثرية المجهولة : كان موقع مشربة أم إبراهيم يسمّى قديما بالدشت ويصغّر بالدشيت ، وكان بستانا فيه بئر لليهودي مخيريق بن النضير الذي قاتل مع النبي صلىاللهعليهوآله يوم احد وقال : إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما يشاء ، وقتل. وفي وسطها ربوة مرتفعة وكان عليها غرفة من الحجر. ولما ولّي عمر بن عبد العزيز ابن مروان المدينة بنى عليها مسجدا غرفة من الحجر كذلك وأزالها الوهابيون أخيرا (قبل ست سنين تقريبا) وكان للمشربة باب خشبي قديم اخضر اللون فأبدلوه بباب حديدي ، وجعلت مقبرة لدفن موتى المحلّ ، ويصعب الدخول إليها إلّا لذلك! وهي على امتداد شارع العوالي بعد مستشفى الزهراء باتجاه مستشفى المدينة الوطني بسبعمائة متر تقريبا مقابل انتاج الميمني للطوب الأحمر. كما عنه في مجلة ميقات الحج ٧ : ٢٧٣ ، ٢٧٤.
(٤) تفسير القمي ٢ : ٣١٨ وأمالي المرتضى ١ : ٧٧. وصحيح مسلم ٨ : ١١٩ ط مشكول. والطبقات الكبرى ٨ : ١٥٤ و ١٥٥. ومستدرك الحاكم ٤ : ٣٩ ، ٤٠.