فأخبره أنّه إنّما جاء ليقع في علي عليهالسلام ، وذكر له اصطفاءه من الخمس الجارية لنفسه! فقال له عمر : امض لما جئت له فانّه سيغضب لابنته مما صنع علي.
فدخل بريدة على النبي صلىاللهعليهوآله ومعه كتاب خالد بما أرسل به بريدة فقرأه وتغيّر وجه النبي ومع ذلك قال بريدة : يا رسول الله ، إنّك إن رخّصت للناس في مثل هذا ذهب فيئهم!
فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : يا بريدة! ويحك أحدثت نفاقا! إنّ علي بن أبي طالب يحل له من الفيء ما يحلّ لي ، إن علي بن أبي طالب خير الناس لك ولقومك ، وخير من اخلّف من بعدي لكافة امتي ، واحذر أن تبغض عليا فيبغضك الله! فقال بريدة : اعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله! يا رسول الله ، استغفر لي فلن ابغض عليا أبدا ، ولا أقول فيه إلّا خيرا. فاستغفر له النبي صلىاللهعليهوآله (١).
وروى الطبرسي عن الحسكاني النيشابوري عن عمرو بن شاس الأسلمي قال : كنت مع علي عليهالسلام في خيله (الى اليمين) فجفاني بعض الجفاء فوجدت عليه في نفسي. فلما قدمت المدينة اشتكيته عند من لقيته. ودخلت المسجد ورسول الله فيه فنظر إليّ حتى جلست إليه فقال : يا عمرو بن شاس لقد آذيتني! فقلت : إنّا لله وإنا إليه راجعون! أعوذ بالله والإسلام أن اوذي رسول الله! فقال : من آذى عليا فقد آذاني (٢).
تاريخ هذه السريّة اليمنيّة : لعلّ ارسال رسول الله لعلي عليهالسلام هذه المرة بهذه السريّة الى بني زبيد باليمن هي التي عناها ابن سعد كاتب الواقدي لما قال : إنّ النبيّ
__________________
(١) الارشاد ١ : ١٦١ مرسلا ، وروى مثله الطوسي في الأمالي مسندا : ٢٤٩ ح ٤٤٣.
(٢) إعلام الورى ١ : ٢٥٧ عن المستدرك للحاكم الحسكاني ٣ : ١٢٢ وقبله في الطبري ٣ : ١٣٢.