تمرا ، وحمل عبد الرحمن بن عوف إليه مائتي أوقية (فضة) (١) وحمل العباس بن عبد المطلب (٢) وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن عبادة ومحمّد بن مسلمة أموالا ، وقوّى اناس دون هؤلاء من هو أضعف منهم ، حتى أن الرجل كان يأتي ببعيره الى رجلين ويقول لهما : تعاقبا عليه.
وروى عن أمّ سنان الأسلميّة قالت في انفاق النساء : رأيت بين يدي رسول الله في بيت عائشة ثوبا مبسوطا وفيه مما بعث به النساء يعنّ به المسلمين في جهازهم : من أقرطة واسورة ومعاضد وخواتيم وخلاخل (٣).
قال القمي في تفسيره : وأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بعسكره فضرب في ثنيّة الوداع (٤) وخطبهم فقال بعد حمد الله والثناء عليه :
«أيّها الناس ، انّ أصدق الحديث كتاب الله ، وأولى القول كلمة التقوى ، وخير الملل ملّة إبراهيم ، وخير السنن سنة محمّد ، وأشرف الحديث ذكر الله ، وأحسن القصص هذا القرآن ، وخير الامور عزائمها ، وشر الامور محدثاتها ، وأحسن الهدى هدى الأنبياء ، وأشرف القتل قتل الشهداء ، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى ، وخير الأعمال ما نفع ، وخير الهدى ما اتبع ، وشر العمى عمى القلب ،
__________________
(١) كذا في مغازي الواقدي ، وابن اسحاق في السيرة ٤ : ١٩٦ ذكر لعاصم بن عدي مائة وسق ولعبد الرحمن أربعة آلاف درهم. وهو أولى. ولم يذكر غيرهما إلّا أبا عقيل.
(٢) كان قدومه المدينة يومئذ استجابة لاستنفاره صلىاللهعليهوآله أهل مكة ، وبحضوره كان سدّ الأبواب ، وسنذكره.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ٩٩١ ، ٩٩٢.
(٤) الثنيّة : المرتفع من الأرض ، وسميت بالوداع عند وداع الأنصار نساءهم وأهلهم عند خروجهم لغزوة خيبر ، كما مرّ ، خيبر على شمال المدينة على طريق الشام ، واليوم أرادوا تلك الجهة أيضا ، وليست على جهة الجنوب الى مكة.