من ماء بئرهم! فقالوا : يا رسول الله قد عجنا! قال : اعلفوه الابل! فجعل الناس يهرقون ما في أسقيتهم. ولكنه يقول : وتحوّلنا الى بئر النبي صالح عليهالسلام ، فجعلنا نستقي ، ورجعنا ممسين.
فقال رسول الله : لا تسألوا نبيّكم الآيات! هؤلاء قوم صالح سألوا نبيّهم آية ، فكانت الناقة ترد عليهم من هذا الفلج (الشق) تسقيهم من لبنها يوم وردها ما شربت من مائها ، فعقروها فاوعدوا ثلاثا وكان وعد الله غير مكذوب ، فأخذتهم الصيحة فلم يبق أحد منهم تحت أديم السماء إلّا هلك (١) وستهبّ هذه الليلة ريح شديدة ، فلا يقومنّ أحد منكم إلّا مع صاحبه ، ومن كان له بعير فليوثق عقاله (٢).
ففعل الناس ما أمرهم به رسول الله ، إلّا رجلين من بني ساعدة خرج أحدهما لحاجته فخنق على مذهبه. وذهب الآخر لطلب بعيره ، والحجر قريب من جبلي قبيلة طيّ : أجأ وسلمى ، فدفعته الريح إليهما عند طيء (٣).
ولم يمنعهم صلىاللهعليهوآله عن الدخول في دور ثمود من مدائن صالح عليهالسلام إلّا أنه حثّهم أن يدخلوها معتبرين باكين خائفين أن يصيبهم ما أصابهم ، فيما رواه ابن هشام عن
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ١٠٠٦ و ١٠٠٧.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ١٠٠٦.
(٣) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ١٦٥ بسنده عن عباس بن سهل الساعدي والواقدي عن أبي حميد الساعدي وفيهما أنه صلىاللهعليهوآله دعا للأوّل فشفي وافتقد الثاني حتى رجع الى المدينة فحمله جمع من طيء إليه صلىاللهعليهوآله. وذكر ابن اسحاق أن الراوي كان يعلم هذين الرجلين من الأنصار بأسمائهم ولكنه أبى أن يسمّيهم له لخلافهما أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله! وروى خبرهما المجلسي في بحار الأنوار ٢١ : ٢٤٩ عن المنتقى للكازروني.