شمالا الى منطقة الجوف بنحو ٤٥٠ كم وبعدها شمالا بأكثر من ١٥٠ كم تصل الى تبوك ، وبعدها شمالا أيضا بنحو ٢٣٨ كم نتجاوز الحدود الأردنية لأقرب مدينة إليها معان. وفي الجوف قرية دومة الجندل ، والجندل : الحجارة ، والدّومة : شجرة برّية صحراوية ، هذا إذا وافقنا تلفّظ اهلها اليوم بفتح الدال ، وإلّا فقد جرى المتقدمون على ضبطها بضم الدّال ونسبوها الى دوما بن اسماعيل بن ابراهيم عليهالسلام. ويشرف عليها حصن مارد : حصن اكيدر الكندي. والجوف منطقة زراعية بها مزارع وقرى ودومة الجندل أشهر بلدة فى الجوف ، وكانت قاعدة تلك المنطقة حتى عام ١٣٧٠ ه وتجاورها إمارة حائل وحائل مدينة في شمال تيماء وبقربها يمرّ رمل عالج في شمال صحراء نجد ، وأقرب مدينة من إمارة حائل الى دومة الجندل مدينة سكاكة تبعد عنها خمسين كم بينهما طريق معبّدة ، وفي عام ١٣٧٠ ه كان أمير دومة الجندل تركي ابن احمد السديري فنقل القاعدة الى سكاكة (١) والظاهر انها هي محل تحكيم الحكمين بعد حرب صفين.
وقد مرّ علينا أنه صلىاللهعليهوآله لم يمر بتيماء نفسها وانما قاربها بوادي القرى ، فلما بلغهم نزوله بقربهم كأنهم رهبوه فارسلوا إليه وصالحوه وهنا أيضا لم يمرّ صلىاللهعليهوآله بدومة الجندل في طريقه الى تبوك ، ولكن كأنه حين قاربها ولعله من قبل الحائل أو سكاكة ، تشكّك أهل دومة الجندل لعله يريد مجالدتهم ، وهم من بني عليم من كلب كندة ، فأوفدوا إليه حارثة بن قطن وحمل بن سعدانة الكلبيّين فأسلما ، فامر من كتب لهم كتابا رواه ابن سعد جاء فيه :
«... هذا كتاب من محمّد رسول الله لأهل دومة الجندل وما يليها من طوائف كلب ، مع حارثة بن قطن. لنا الضاحية من البعل ، ولكم الضامنة من النخل ، على
__________________
(١) معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية : ١٢٧ ، ١٢٨ لعاتق بن غيث البلادي. والمعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية ق ٢ : ٥٤٣ ، ٥٤٤ للشيخ حمد الجاسر.