«بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمّد النبي لأهل جرباء واذرح ، انهم آمنون بأمان الله وامان محمّد ، وان عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة ، والله كفيل عليهم».
وكأن اهل اذرح تذرّعوا الى ان يكتب لهم كتاب على حدة ، فكتب لهم :
«بسمِ الله الرحمن الرحيم ، من محمّد النبي لأهل اذرح ، انهم آمنون بأمان الله وأمان محمّد ، وان عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة ، والله كفيل عليهم بالنصح والاحسان للمسلمين ، ومن لجأ إليهم من المسلمين من المخافة والتعزير ...» (١).
وروى الواقدي بسنده عن جابر الأنصاري قال : يوم اتي بيوحنّا بن رؤبة الى النبي صلىاللهعليهوآله رأيته معقود الناصية وعليه صليب من ذهب ، فلما رأى النبي كفّر (وضع يديه على صدره) وأومأ برأسه أو طأطأ ، فأومأ إليه النبي ان ارفع رأسك (٢) قالوا : وأهدى يوحنّا الى النبي بغلة بيضاء (٣) فكساه النبي بردا يمانيا ، وأمر له بخباء عند بلال (٤).
وكان أهل ميناء أيلة : ميناء العقبة ثلاثمائة رجل ، فصالحه النبي بثلاثمائة دينار كل سنة عن رأس كل رجل دينار ، وأمر جهيم بن الصلت فكتب لهم :
«بِسم الله الرحمن الرحيم ، هذا أمنة من الله ومحمّد النبي رسول الله ليحنّة بن رؤبة وأهل أيلة لسفنهم وسائرهم في البر والبحر ، لهم ذمّة الله وذمّة محمّد رسول الله ، ولمن كان معه من اهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر (٥) ومن أحدث حدثا فانّه
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ١٠٣٢.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ١٠٣١.
(٣) السيرة الحلبية ٣ : ١٦٠ وبهامشه زيني دحلان ٣ : ٣٧٤.
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ١٠٣٢.
(٥) كان يأتيهم اهل اليمن في البحر ، وأهل الشام برا وبحرا.