مالك شاعره ، وقد مرّ صدر خبره عن تفسير القمي ، وإليكم هنا بقيته ، يقول عن نفسه وصاحبيه مرارة بن الربيع وهلال بن أميّة الواقفي :
لما بلغنا اقبال رسول الله صلىاللهعليهوآله ندمنا ، فلما وافى رسول الله استقبلناه (١) نهنئه بالسلامة ، فسلّمنا عليه ، فاعرض عنّا ولم يرد علينا السلام (٢) وسلمنا على اخواننا فلم يردّوا علينا السلام. وبلغ ذلك أهلنا فقطعوا كلامنا! وكنا نحضر المسجد فلا يسلّم علينا احد ولا يكلّمنا! وجاء نساؤنا الى رسول الله فقلن له : قد بلغنا سخطك على أزواجنا ، أفنعتزلهم؟
فقال رسول الله : لا تعتزلنهم ولكن لا يقربوكن!
فلما رأى كعب بن مالك وصاحباه ما قد حلّ بهم قالوا : ما يقعدنا في المدينة ولا يكلّمنا رسول الله ولا اخواننا ولا أهلونا؟! فهلمّوا نخرج الى هذا الجبل فلا نزال فيه حتى يتوب الله علينا أو نموت! فخرجوا الى جبل ذناب (٣) بالمدينة ، فكانوا يصومون ، وكان أهلوهم يأتون بالطعام فيضعونه ناحية ثم يولّون عنهم فلا يكلّمونهم.
__________________
(١) كذا رواه القمي مرسلا ، ورواه الواقدي في المغازي ٢ : ١٠٤٩ ـ ١٠٥٦ وابن اسحاق في السيرة ٤ : ١٧٥ ـ ١٨٠ مسندا وفيه : وصبّح رسول الله المدينة وبدأ بالمسجد فصلّى ركعتين ثم جلس للناس فجئت فسلّمت عليه فتبسّم مغضبا ثم قال : تعال ...
(٢) كذا ، ولا يقول به الفقهاء حتى في الانكار على أصحاب المنكرات.
(٣) وروى الواقدي في المغازي ٢ : ١٠٥٦ عن ايوب عن أبيه النعمان عن أبيه عبد الله عن أبيه كعب بن مالك (وكان مالك يكنّى أبا القين) : ان كعب بن مالك بنى خيمة (كذا) على جبل سلع وقال في شعر له :
أبعد دور بني القين الكرام وما |
|
شادوا عليّ ، بنيت البيت من سعف |
ونقله الطوسي في التبيان ٥ : ٢٩٧ عن مجاهد وقتادة ، وعنه في مجمع البيان ٥ : ١٠٥.