سواه بواديهم. لا يحشرون ولا يعشّرون (١) ولا يستكرهون بمال ولا نفس ، وهم امة من المسلمين ، يتولّجون من المسلمين حيث شاءوا وأين تولّجوا ولجوا.
وما كان لهم من أسير فهو لهم هم أحق الناس به حتى يفعلوا به ما شاءوا ، وما كان لهم من دين في رهن فبلغ أجله فانّه لياط (ربا) مبرئ من الله وما كان من دين في رهن وراء عكاظ (انعقاد سوقهم في شهر شوال) فانه يقضى الى عكاظ برأسه ، وما كان لثقيف من دين في صحفهم ... فانه لهم. وما كان لثقيف من وديعة في الناس أو مال أو نفس ـ غنمها مودعها أو أضاعها ـ فانها مؤداة ، وما كان لثقيف من نفس غائبة أو مال فان له من الأمن ما لشاهدهم ، وما كان لهم من مال في ليّة (موضع) فان له من الأمن ما لهم في وجّ (الطائف) ، وما كان لثقيف من حليف أو تاجر فأسلم فانّ له مثل قضية ثقيف.
وان طعن طاعن على ثقيف أو ظلمهم ظالم فانه لا يطاع فيهم في مال ولا نفس ، وان الرسول ينصرهم على من ظلمهم والمؤمنين ، ومن كرهوا ان يلج عليهم من الناس فانه لا يلج عليهم. وان السوق والبيع بأفنية البيوت. وانه لا يؤمّر عليهم الّا بعضهم على بعض : على بني مالك أميرهم ، وعلى الأحلاف أميرهم.
وما سقت ثقيف من اعناب قريش فان شطرها لمن سقاها ، وما كان لهم من دين في رهط لم يلط (يربى) فان وجد أهلها قضاء قضوا ، وان لم يجدوا قضاء فانه الى جمادى الاولى من عام قابل ، فمن بلغ أجله فلم يقضه فانه قد لاطه (استحقّه) وما كان لهم في الناس من دين فليس عليهم الّا رأسه.
__________________
(١) أي : لا يحشرون في الغزوات ، ولا يؤخذ منهم العشر ، قيل : سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن اشتراط ثقيف ان لا جهاد عليهم ولا صدقة؟! فقال انه صلىاللهعليهوآله لم يحتمل لبشر ما احتمل لثقيف وذلك انه علم انهم سيتصدقون ويجاهدون اذا أسلموا. مكاتيب الرسول ١ : ٢٦٥.