حاضنتهم. وفد على النبي صلىاللهعليهوآله باسلام قومه ، فمسح النبي على وجهه فما زال نضرا ، واستعمله ساعيا جابيا للزكاة فيهم بكتاب كتبه له فيه : «بسم اللهِ الرحمن الرحيم ، من محمّد رسول الله لخزيمة بن عاصم : اني بعثتك ساعيا على قومك ، فلا يظلموا ولا يضاموا» (١).
ومن بني عكل : بنو زهير ، ووافدهم النمر بن التولب بن زهير بن اقيش ، وفد عليه صلىاللهعليهوآله ومدحه بشعر أوّله :
إنّا أتيناك وقد طال السفر |
|
تطعمنا اللحم إذا عزّ الشجر (٢) |
وروى ابن سعد عن ابن الشخير قال : كنا في سوق الابل بالربذة اذ جاء أعرابي ومعه قطعة اديم فقال : أو فيكم من يقرأ؟ فقلت : نعم ، فقدّم لي الأديم لأقرأه له ، فأخذت فإذا فيه :
«بسم الله الرحمنِ الرحيم ، من محمّد النبي لبني زهير بن اقيش حي من عكل (٣) سلام على من اتبع الهدى ، اني احمد إليكم الله الذي لا إله إلّا هو ، اما بعد : إن شهدتم أن لا إله إلّا الله (وانّ محمّدا رسول الله) وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة ، وفارقتم المشركين ، وأعطيتم من المغانم الخمس وسهم النبيّ والصفيّ ، فأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسوله» (٤).
ورواه ابن الأثير وروى أيضا : ان الحارث بن زهير بن اقيش العكلي وفد إليه واستكتبه لقومه فكتب له مثل هذا الكتاب (٥).
__________________
(١) اسد الغابة ١ : ١١٦ والاصابة ١ برقم : ٢٢٦٠ وانظر مكاتيب الرسول ١ : ٢٣٧ ، ٢٣٨.
(٢) اسد الغابة ٥ : ٣٩ والاصابة ٣ برقم : ٨٨٠٤.
(٣) الطبقات الكبرى ١ : ٢٧٩.
(٤) كنز العمّال ٢ : ٢٧١ عن مصادر كثيرة ، وانظر مكاتيب الرسول ٢ : ٣٣٧ ، ٣٣٩.
(٥) اسد الغابة ١ : ٣٢٨ وانظر مكاتيب الرسول ٢ : ٣٦٢.