وتوفي يومئذ رجل من أشجع فذكروه لرسول الله فقال : صلّوا على صاحبكم! فتغيّرت وجوه الناس لذلك ، فقال رسول الله : إنّ صاحبكم غلّ في سبيل الله .. فوجدوا في متاعه خرزا من خرز اليهود لا يسوى درهمين! وكان إذا وجد الغلول في رحل الرجل لا يعاقبه .. ولكنّه كان يعرّف الناس به ويؤنّب ويعنّف ويؤذى.
ونادى منادي رسول الله : أدّوا الخيط والمخيط ، فإن الغلول عار وشنار ، ونار يوم القيامة. وسمع رسول الله يومئذ يقول : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه زرع غيره (لا ينكح المرأة الحامل من غيره) ولا يبع شيئا من المغنم حتى يعلم ، ولا يركب دابّة من المغنم حتى إذا براها (هزّلها) ردّها ، ولا يلبس ثوبا من المغنم حتى إذا أخلفه ردّه ، ولا يأت من السبي حتى تستبرئ وتحيض حيضة ، وإن كانت حبلى حتى تضع حملها (١).
قالوا : وكان الذي ولي إحصاء المسلمين زيد بن ثابت .. فأحصاهم ألفا وأربعمائة ، والخيل مائتي فرس لها أربعمائة سهم .. فكانت السهام على ثمانية عشر سهما .. لكل مائة رأس يعرف يقسم على أصحابه (٢).
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٦٨١ ، ٦٨٢ وروى الأخيرة ابن اسحاق في السيرة ٣ : ٣٤٥ ، ٣٤٦ بسنده عن رويفع بن ثابت الأنصاري قال : قام فينا رسول الله فقال .. وروى عن مكحول قال : نهاهم النبيّ يومئذ عن أربع : عن أكل الحمر الأهلية ، واكل كل ذي ناب من السباع ، وعن اتيان الحبالى من السبايا ، وعن بيع المغانم حتى تقسّم ٣ : ٣٤٥.
وسيتكرر الأمر بالاستبراء يوم اوطاس أي يوم حنين ٣ : ٩١٩ وجل أخبارنا فيه.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٦٨٩ و ٧١٨ وكذلك قال ابن اسحاق : كانت عدة الذين قسمت عليهم خيبر من أصحاب رسول الله ألفا وثمانمائة سهم ، الرجال ألف وأربعمائة ، والخيل مائتا فرس ، فكان لكل فرس سهمان ولفارسه سهم ، ولكل راجل سهم ، فكان الجميع ثمانية عشر [ألف] سهم.