انهم سبعة من فقراء الأنصار فجعل منهم عبد الله بن معقل المزني المذكور آنفا ، وان العباس بن عبد المطلب حمل منهم رجلين ، ومن بني النضير ثلاثة حملهم رجل منهم يامين بن كعب النضري ، وحمل عثمان بن عفان رجلين (١) وقد مرّ خبرهم سابقا.
ولا ينكر ان ظاهر الآيتين ٩٤ : (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ) و ٩٥ : (سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ) نزولهما مع ما في سياقهما قبل رجوعهم الى المدينة ، الا أن يقال ـ كما قال الطوسي ـ ان الله أخبر أنهم اذا عاد النبي والمؤمنون كانوا يجيئون إليهم ليعتذروا (٢).
وبفاصل هذه الآيات السبع عادت الآيات الى تشريح حالات الأعراب في ثلاث آيات من كافرين ومتربصين ومؤمنين ، بمناسبة المعذّرين منهم عن تبوك ، الى ٩٩.
وبفاصل الآية ١٠٠ تعود الآية التالية الى المنافقين من الأعراب حول المدينة ـ ومن اهل المدينة ـ وكأنهم فرّقوا بين الأعراب السابقين أنهم من بني غفار ، وهؤلاء القريبين من المدينة من بني تميم : عيينة بن حصن التميمي وقبيله ، وفي الآية التالية ١٠٢ : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) أيضا روى الطوسي عن ابن عباس : انها نزلت في قوم من الأعراب (٣) وهكذا فسّرها الطباطبائي (٤).
ومن المتمرّدين على النفاق من أهل المدينة نقل الطوسي عن أكثر المفسّرين : أن أبا لبابة صاحب القصة في غزوة بني قريظة هنا أيضا كان من جملة المتأخرين عن تبوك (٥) ومعه خذام صاحب الأرض لمسجد ضرار وأوس وجدّ بن قيس ، فروى
__________________
(١) التبيان ٥ : ٢٨٠ عن الواقدي ٣ : ١٠٧١ وعنه وغيره في مجمع البيان ٥ : ٩١.
(٢) التبيان ٥ : ٢٨١.
(٣) التبيان ٥ : ٢٩٠.
(٤) الميزان ٩ : ٣٧٦.
(٥) التبيان ٥ : ٢٩٠.