صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً)(١).
وروى فيه بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : كانت سيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله أن لا يقاتل إلّا من قاتله ، ولا يحارب إلّا من حاربه وأراده ، وكان قد نزل عليه في ذلك من الله عزوجل : (... فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) فكان صلىاللهعليهوآله لا يقاتل أحدا قد تنحّى عنه واعتزله حتى نزلت عليه سورة البراءة وأمره الله بقتال المشركين من اعتزله ومن لم يعتزله إلّا الذين كان قد عاهدهم رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم فتح مكة الى مدّة. فلما نزلت الآيات من أول براءة دفعها رسول الله الى أبي بكر وأمره أن يخرج الى مكة ، فإذا كان يوم النحر بمنى قرأها للناس. فلما خرج أبو بكر نزل جبرئيل عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال له : يا محمّد ، لا يؤدّي عنك إلّا رجل منك (٢).
كذا رواه القمي بسنده عن الصادق عليهالسلام ، فيما روى معاصره العياشي في تفسيره عن أبيه الباقر عليهالسلام قال : ما بعث رسول الله أبا بكر ببراءة ... ولكنّه استعمله على الموسم ... وبعد ما فصل أبو بكر عن المدينة (٣) قال لعلي عليهالسلام : انّه لا يؤدّي عنّي إلّا أنا وأنت (ثم) بعث بها عليا عليهالسلام (٤).
__________________
(١) النساء : ٨٧ ـ ٩٠ والخبر في تفسير القمي ١ : ١٤٥ ـ ١٤٧ وذكر مختصره عنه الطبرسي في مجمع البيان ٣ : ١٣٥. وفي تفسير العياشي ١ : ٢٦٢ عن الصادق عليهالسلام أنهم بنو مدلج.
(٢) تفسير القمي ١ : ٢٨١ ، ٢٨٢ وكان ذلك لأول ذي القعدة ، وذلك لأن الحج في تلك السنة كان في ذي القعدة بالنسيء ، كما يأتي.
(٣) هنا في الخبر : عن الموسم ، بينما قال : فصل أبو بكر ، مرفوعا ، ولا يصحّ هذا ، فيبدو أن الموسم مصحّف عن المدينة فالأصل كما أثبتناه ، وفصل أي انفصل لا عزل.
(٤) تفسير العياشي ٢ : ٧٤ ومثله في خبر ابن عباس في تفسير فرات : ١٦١ ح ٢٠٣.