أما عن بساتين النخيل والمزارع فيها في أراضي خيبر لليهود ، فانهم قالوا لرسول الله : يا محمد ، نحن أرباب النخل واهل المعرفة بها (١).
فروى الكليني في «الكافي» بسنده عن الباقر عليهالسلام قال : إنّ رسول الله أعطاهم أرض خيبر ونخلها بالنصف (٢) وأضاف عن الرضا عليهالسلام قال : قبل رسول الله صلىاللهعليهوآله خيبر وعليهم في حصصهم العشر ونصف العشر (٣).
قالوا : وجعل المسلمون يقعون في حرثهم وبقلهم بعد المساقاة أي بعد أن صار نصف لهم ونصفه لليهود ، فشكا اليهود ذلك إلى رسول الله فدعا رسول الله عبد الرحمن بن عوف فنادى : الصلاة جامعة! فاجتمع الناس. فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إنّ اليهود شكو إليّ أنكم وقعتم في حظائرهم ، وقد آمنّاهم على دمائهم وعلى أموالهم ، وعاملناهم على الذي في أيديهم من أراضيهم ،
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٦٩٠ وفي ابن هشام ٣ : ٣٥٢ : قالوا : نحن أعلم بها منكم وأعمر لها ، وسألوا رسول الله أن يعاملهم على النصف. فصالحهم رسول الله على النصف على أنّه إذا شاء أن يخرجهم منها أخرجهم. وفي ٣ : ٣٧١ عن الزهري : أنّ النبيّ دعا اليهود بعد الفتح فقال : ان شئت دفعت إليكم هذه الأموال على أن تعملوها وتكون ثمارها بيننا وبينكم ، وأقرّكم ما أقرّكم الله؟ فقبلوا ، فكانوا يعملون على ذلك .. حتى توفي رسول الله فأقرها أبو بكر بأيديهم على المعاملة حتى توفي وأقرّها عمر أولا ثم أجلاهم وقسّم أراضيها على ثمانية عشر سهما على رءوس السهام التي عيّنها رسول الله ، ابن هشام ٣ : ٣٧٢ ، مغازي الواقدي ٢ : ٧١٨. فهو من حوادث عهد عمر.
(٢) فروع الكافي ٥ : ٢٦٦ ، الباب ١٢٨ ، الحديث ١ واعطاهم بمعنى تركها في أيديهم كما فيه عن الصادق عليهالسلام ٥ : ٢٦٧ ، الباب ١٢٨ ، الحديث ٢ والفقيه ٣ : ١٥١ ، الباب ٧٢ ، الحديث ١ والاستبصار ٣ : ١١٠ ، الباب ٧٤ ، الحديث ١ والتهذيب ٧ : ١٤٨ الباب ١١ ، الحديث ٦.
(٣) فروع الكافي ٣ : ٥١٤ ، الباب ٧ ، الحديث ٢.