والثالث : من سكن عمان ثغر البحرين فسمّوا أزد عمان. والأزد من أعظم الأحياء وأكثرها بطونا وأمدّها فروعا (١).
وروى المتّقي الهندي في «كنز العمال» عن ابن عساكر بإسناده عن أبي راشد عبد الرحمن بن عبيد قال : قدمت على النبي في مائة رجل من قومي ، فلما دنونا من النبي صلىاللهعليهوآله وقفنا ، فتقدّمت قومي وأنا أصغرهم فقلت : أنعم صباحا يا محمد ، فقال النبي : ليس هذا سلام المسلمين بعضهم على بعض ، إذا لقيت مسلما فقل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ثم قال لي : ما اسمك ومن أنت؟ قلت : أنا أبو معاوية عبد اللات والعزّى! قال : بل أنت أبو راشد. ثم أجلسني وأكرمني فأسلمت. ثم كتب معه كتابا الى الأزد ؛ كتبه عمّه العباس بن عبد المطلب :
«بسم الله الرحمنِ الرحيم ، من محمد رسول الله الى من يقرأ كتابي هذا ، من شهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمدا رسول الله ، وأقام الصلاة فله أمان الله وأمان رسوله ، وكتب هذا الكتاب العباس بن عبد المطلب».
وقدم منهم وفد سنة عشر في بضعة عشر رجلا رأسهم صرد بن عبد الله ، فأسلم وأسلموا ، فأمّره رسول الله على من أسلم من قومه ، وأمره أن يجاهد المشركين. فسار الى مدينة جرش وفيها قبائل من اليمن فيهم خثعم وغيرهم ، فحاصروهم قريبا من شهر فامتنعوا منه ، فرجع عنهم متوجها الى صنعاء اليمن حتى كان بجبل يقال له كثر من جرش ، وخرج أهل جرش في طلبه ، فعطف عليهم فقاتلهم قتالا شديدا.
وبعد ذلك خرج وفد أهل جرش الى النبي صلىاللهعليهوآله فأسلموا (٢).
__________________
(١) راجع المصادر في مكاتيب الرسول ٣ : ٢٨٠.
(٢) انظر مكاتيب الرسول ٣ : ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، ٢٨٠ ، ٢٨١ ، وابن اسحاق في السيرة ٤ : ٢٣٤.