حصنيهم الوطيح والسلالم ، وأنهم سألوه أن يحقن دماءهم ويسيّرهم بعث أهل فدك إلى رسول الله يسألونه أن يحقن دماءهم ويخلّوا له الأموال (١) فقدمت رسلهم على رسول الله في خيبر أو في الطريق ، أو بعد ما قدم المدينة ، يسألونه أن يصالحهم على نصف فدك. فقبل ذلك منهم. فكانت فدك لرسول الله خالصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب (٢).
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٣ : ٣٥٢.
(٢) سيرة ابن هشام ٣ : ٣٦٨ وقبله مثله ٣ : ٣٥٢ وفي آخر خبر الطبرسي عن أبان عن زرارة عن الباقر عليهالسلام قال : فصالحهم على أن يحقن دماءهم. فكانت حوائط فدك لرسول الله خاصّا خالصا.
ثم قال : فنزل جبرئيل فقال : إنّ الله ـ عزوجل ـ يأمرك أن تؤتي ذا القربى حقه. فقال : يا جبرئيل ومن قرابتي وما حقه؟ قال : هي فاطمة ، فأعطها ما لله ولرسوله في حوائط فدك.
قال : فدعا رسول الله فاطمة عليهاالسلام وكتب لها كتابا. اعلام الورى ١ : ٢٠٩ وأشار إلى هذا المعنى القمي في تفسيره ٢ : ١٨ وروى العياشي في تفسيره ٢ : ٢٨٧ أربعة أخبار في ذلك ثلاثة منها عن الصادق عليهالسلام عن أبان بن تغلب وجميل بن درّاج وعبد الرحمن ، والخبر الرابع عن عطية العوفي مرسلا. وروى الطبرسي في مجمع البيان ٦ : ٦٣٣ ، ٦٣٤ خبر عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري ، عن شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني النيشابوري ، وبأسانيد وطرق عديدة ١ : ٣٣٨ ـ ٣٤١ وعن الخدري القاضي المعتزلي في المغني ، وعنه المرتضى في الشافي وعنه المعتزلي في شرح النهج ١٦ : ٢٦٨. وفي الدر المنثور ٤ : ١٧٧.
هذا والآية هي السادسة والعشرون من سورة الإسراء المكية ، ولذلك احتمل صاحب التمهيد نزولها ثانية ١ : ٥٦ ، ولعل جبرئيل نزل بتطبيق الآية تذكيرا بها. أما الحكم بأن ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فهو لله وللرسول ولذي القربى فقد سبقت به الآيتان ٧ و ٨ من سورة الحشر المدنية النازلة قبل هذا بعد حرب بني النضير.