البراء فيقال : لم يقم من مكانه حتى مات. وقيل : لم يقم من مكانه حتى صار لونه كالطّيلسان (١) ولم يمت ، ولكنّه لا يتحوّل من مكانه إلّا أن يحوّل (٢).
واحتجم رسول الله من ذلك على كاهله ، أو كتفه اليسرى ، بالقرن والشفرة ، حجمه أبو هند. وأمر أصحابه (الثلاثة) فاحتجموا من أكلهم من الشاة أوساط رءوسهم. ودعا رسول الله بزينب فقال لها : سممت الذراع؟ ـ فقالت : من أخبرك؟ قال : الذراع! ـ قالت : نعم! فقال : وما حملك على ذلك؟ قالت : قتلت أبي وعمي وزوجي ، ونلت من قومي ما نلت ، فقلت : إن كان نبيّا فستخبره الشاة ما صنعت ، وإن كان ملكا استرحنا منه! فقيل : عفا عنها رسول الله. وقيل : أمر بها فقتلت ثم صلبت (٣)!.
__________________
(١) الطّيلسان فارسيّ معرّب أصله تالشان ، وهو من لباس العجم ثوب يحيط بالبدن ينسج للّبس خال عن التفصيل والخياطة ، أبيض. مجمع البحرين.
(٢) وماطله وجعه سنة ثم مات منه ، أي قبل رسول الله بسنتين ، في أواخر الثامنة للهجرة.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ٦٧٨. وروى الخبر ابن اسحاق في السيرة لابن هشام ٣ : ٣٥٢ اخصر من هذا ، وقال : مات بشر ، وتجاوز عنها رسول الله. وعنه الطبرسي في مجمع البيان ٩ : ١٨١ ـ ١٨٤ وعنه في البحار ٢١ : ٦ ، ٧. وروى الصدوق في الخصال ١ : ٢٧٩ بسنده عن الإمام الكاظم عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام فيما أجاب به أمير المؤمنين عليهالسلام حبرا يهوديا من يهود الشام ، وقال : أنّه أخرجه بتمامه في آخر الجزء الرابع من كتاب النبوة ، وأخرجه الطبرسي في الاحتجاج ١ : ٣١٤ ـ ٣٢٥ : أنّه عليهالسلام قال له : لما نزل محمد صلىاللهعليهوآله بخيبر سمّته الخيبريّة فصيّر الله السمّ في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله. وروى الكليني في الكافي ٦ : ٣١٥ عن الصادق عليهالسلام قال : سمّت اليهودية النبيّ صلىاللهعليهوآله في ذراع ، وكان النبيّ صلىاللهعليهوآله يحبّ الذراع والكتف ، ويكره الورك لقربها من المبال.