فقال حسّان بن ثابت : يا رسول الله ، ائذن لي لأقول في عليّ أبياتا. فقال صلىاللهعليهوآله : قل ، على بركة الله. فقال حسّان : يا مشيخة قريش ، اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله :
ألم تعلموا أنّ النبي محمدا |
|
لدى دوح خمّ حين قام مناديا |
وقد جاءه جبريل من عند ربّه |
|
بأنّك معصوم فلا تك وانيا |
وبلّغهم ما أنزل الله ربّهم |
|
وإن أنت لم تفعل وحاذرت باغيا |
عليك ، فما بلّغتهم عن إلههم |
|
رسالته ، إن كنت تخشى الأعاديا |
فقام به إذ ذاك رافع كفّه |
|
بيمنى يديه معلن الصوت عاليا |
فقال لهم : من كنت مولاه منكم |
|
وكان لقولي حافظا ليس ناسيا |
فمولاه من بعدي عليّ ، وإنّني |
|
به لكم دون البريّة راضيا |
__________________
رسول الله ثلاثا ثم قال كما في بحار الأنوار ٣٧ : ١٣٧ ، ورواه العياشي في تفسيره ١ : ٢٩٢ و ٢٩٣ ح ٢٠ و ٢٢ عن زرارة عن الباقر عليهالسلام ، وفيه ح ٢١ عن الصادق عليهالسلام : أنّ جبرئيل عليهالسلام أتى رسول الله بها في عرفات يوم الجمعة! ورواه الكوفي في تفسيره عن الباقر عليهالسلام : ١١٩ ح ١٢٤ و ١٢٥ وعن الصادق عليهالسلام : ١١٧ ح ١٢١ و ١٢٢ و ١٢٣ وعن ابن عباس : ١١٩ ح ١٢٦ و ١٢٧ وفيهما : بمكة في يوم عرفة يوم جمعة! وقد مرّ محاسبة أن يوم عرفة لم يكن يوم جمعة وانما يوم الخميس ، فلو كان نزولها هناك كانت تلاوته لها يوم الغدير تفسيرا لها ، والسيوطي في الاتقان ١ : ١٩ ، وإن نقل عن الصحيح : عن عمر : أنّها نزلت عام حجة الوداع عشية عرفة يوم الجمعة ، لكنّه روى عن محمد بن كعب قال : نزلت سورة المائدة في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة ، وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة : أنّها نزلت يوم غدير خم ، وكذلك في الدر المنثور ٢ : ٢٥٩ ، كما في بحار الأنوار ٣٧ : ١٨٩ و ٢٤٨. وانظر البحث في الآية عن ستة عشر مصدرا في الغدير ١ : ٢٣٠ ـ ٢٣٨ ، وفي كتاب آيات الغدير : ٢٦٤ ـ ٢٦٨.